نشر بتاريخ: 2021/07/14 ( آخر تحديث: 2021/07/14 الساعة: 19:20 )

 

مضى قرابة الشهرين على العدوان الأخير الذي استهدف قطاع غزة وخلف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، ورغم صمت أصوات المدافع والغارات الجوية، يعلو أصوات الحديث على إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وسط مماطلة الاحتلال وخلافات  حماس والسلطة في رام الله بخصوص المسؤولية عن هذا الملف.

خلاف حماس والسلطة

يستمر الخلاف بين السلطة وحركة حماس، على ملف إعمار غزة، بعد رفض الأخيرة قرار حكومة اشتية بتشكيل لجنة وطنية للإشراف على الملف، وهذا ما دفع وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة، التي تديرها حماس، للاستقالة من اللجنة الحكومية.

راديو الشباب ولغاية اللحظة لم يجر اتفاق شامل بين الحكومة وحركة حماس، على تشكيل هذه اللجنة، في الوقت الذي تؤكد الحكومة بأنها هي الجهة الوحيدة المكلفة بالإشراف على الملف.

فيما تريد حماس أن يكون لجهاتها الإدارية في وزارات غزة، دور في الأمر، وأن يتم الأمر من خلال توافق وطني على الملف، رغم عدم وجود رؤية دولية حتى اللحظة.

إسرائيل تمنع الإعمار والفصائل تحذر

مصارد خاصة ذكرت أن الفصائل الفصائل الفلسطينية بعثت رسالة لمصر عبرت فيها عن استيائها الشديد وعدم رضاها وسكوتها على منع "إسرائيل" بدء عملية الإعمار في غزة رغم مرور نحو شهرين على انتهاء العدوان الإسرائيلي.

وقالت إن مسؤولي المخابرات المصرية أجروا اليوم الأربعاء، سلسلة اتصالات مكثفة مع قادة عدد من فصائل المقاومة، طلبوا منهم التريث، وعدم الرد عسكرياً على التعنت، والمماطلة الإسرائيلية، والانتظار لفترة بعد عيد الأضحى، لمنحهم الفرصة للضغط على الاحتلال.

الإعمار بعد العيد

وأشارت المصادر إلى أن المصريين وعدوا بالبدء بعملية الإعمار بعد العيد مباشرة من خلال الشروع في بناء المدينة السكنية التي أعلنت عنها مصر ضمن المنحة المالية لإعمار غزة في منتصف شهر أيار الماضي خلال العدوان الإسرائيلي على غزة والبالغة 500 مليون دولار.

ولفتت  الى ان الفصائل أبلغت المسؤولين المصريين انها دون ان ترى العمل وإعادة الإعمار على ارض الواقع وفي المناطق التي دمرها الاحتلال فإنها تعتبر ان لا شيء حصل.

وبينت المصادر أن مسؤولي المخابرات المصرية ابلغوا الفصائل باستعداد إحدى الدول الخليجية التبرع بمبلغ مالي كبير لإعمار القطاع بالتنسيق مع مصر.

تعزيز نفوذ مصر

ويرى محللون أن نجاح دبلوماسية مصر في تهدئة التصعيد الأخير، يهدف الى تعزيز نفوذها في المنطقة من خلال تقديم 500 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة.

وتقول المحللة المستقلة في الاقتصاد السياسي سارة سميرشاك "لا شك أن (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي يرى في مساعدات إعادة الإعمار استثمارا في النفوذ السياسي، سواء عند الحدود المصرية مع غزة أو على المستوى الدولي".

ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مصطفى كامل السيد  في تصريح له "هذا التعهد سوف يجعل صوت مصر مسموعا داخل الصفوف الفلسطينية".