نشر بتاريخ: 2021/08/01 ( آخر تحديث: 2021/08/01 الساعة: 15:26 )
حسن عصفور

راديو الشباب  

بشكل مفاجئ، سربت جهة ما، حديث للرئيس محمود عباس، وهو في حالة "غضب"، خلال لقاء مجلس ثوري حركة فتح (م7)، وكانت الجملة الأهم في التسريب سؤاله محتدا للحضور، "وينها المقاومة الشعبية..فرجوني إياها"؟!

ورغم مضي زمن على ذلك التسريب، لم يصدر أي توضيح نفيا او شرحا لكلام الرئيس عباس، ما يؤكد أنه صحيح تماما، والسؤال هنا كشف أن الحاضرين تحدثوا عن ضرورة تصعيد المقاومة الشعبية في الضفة والقدس، ردا على الاستيطان واعتداءات المستوطنين وحركات التهويد، التي استباحت كل المحرمات السياسية – الوطنية، ولم تترك مجالا للتفكير في حماية "بقايا البقايا" من المشروع الوطني، بل ومما تدعيه السلطة ذاتها من اتفاق أوسلو، بعد أن قامت دولة الكيان بانتهاك كل بند منه، ولم يبق به سوى سلطة خاضعة.

ويبقى سؤال الرئيس عباس، في محله تماما، بعيدا عما أراد، رغم انه رئيس كل السلطات، سياسية، أمنية، تنفيذية، وفوقها جميعا رئيسا لحركة فتح (م7)، أي انه "الرئيس المطلق"، ولذا كان عليه أن يسأل، لماذا لم تنفذوا القرار بفتح "جبهة المقاومة الشعبية"، الذي تم مناقشته في لقاءات سابقة، بل أن لقاء بيروت / رام الله الفضائي، أقر تشكيل "قيادة جبهة المقاومة الموحدة".

والسؤال، هل حقا ما قاله الرئيس عباس هو جزء من خياراته لمواجهة المشروع التهويدي الاستبدالي للمشروع الوطني، ام أنه محاولة تبرئة ذمة ذاتية، بأن كل ما يقال إنه "العقبة" التي تمنع انطلاقة المقاومة الشعبية ليس صحيحا، ولذا قام مكتبه بتسريب الخطاب الى وسائل الإعلام!

وبعيدا، عن حقيقة من سرب ولما سرب ما سرب، لماذا لا تعلن فتح والقوى المتحالفة معها عن تشكيل "قيادة جبهة المقاومة الشعبية"، كإنطلاقة مضافة للفعل الوطني في زمن سابق، ولتكن نقطة الانطلاق من جبل صبيح ومركزه الثوري بلدة بيتا، لانتقال "الفعل الخاص" نحو "فعل عام"، وتلك لا تحتاج لقرار أو سؤال، فهي جزء من اتفاق وتوافق وطني، وما يجب فقط تحديد زمن وتاريخ لاعتباره "شرارة الفعل".

ربما، يفكر الرئيس عباس و"مطبخه الثنائي - ونصف" أن تلك الخطوة قد تغضب أمريكا حاليا، حيث طلبت منح فرصة لـ "حكومة التغيير" في دولة الكيان، وربما كان ذلك ممكنا رغم عدم وجاهته السياسية، ولكن بعد تصريحات رئيس الحكومة اليميني جدا بينيت، والدجال السياسي لابيد، انهما لن يفتحا خط اتصال مع الرئيس عباس والسلطة وحكومتها، كي لا يفسر ذلك أنه اتصال سياسي تفاوضي، وهو لا يراه كلاهما، واقتصرا التواصل على "جانب خدماتي"، ما يؤكد عدم الاعتراف بأن السلطة – المنظمة ممثل للشعب خلافا لرسالة الاعتراف المتبادل، بل أداة وظيفية خدماتية، وكأنها شكل متطور لـ "روابط القرى".
ولم تكن، تصريحات بينيت حول حرية العبارة لليهود في ساحة الحرم، زلة لسان، بل كانت تعبيرا مكثفا جدا للفكر الصهيوني الأكثر تطرفا، ورغم محاولته التراجع تحت طلب أمريكي، لكنه لم يلغ الأساس الفطري له، بل ينتظر ظرفا سياسيا مختلفا، ما يجب أن يدفع الرسمية الفلسطينية للعمل على الرد الكفاحي، بدلا من الشكوى والتذمر الطفولي.

سؤال الرئيس عباس، "فرجوني المقاومة الشعبية" ينتظر أمرا محددا، ففتح بكل ألوانها ستنطلق بقوة قد تكون "مفاجأة الزمن البليد" لو حقا سمح لها بذلك، دون مطاردة "سرية" من أجهزة باتت مصلحتها لا تتفق مع الفعل الثوري، رغم ان غالبية تكوينها من قواعد الانطلاقة الثورية.

وكي يصبح السؤال مستقيما، السؤال للرئيس عباس، لما لا تسمح بإطلاق الحجر الأول لإعادة بناء "جبهة المقاومة الشعبية"، كونها لا غيرها "أخر بقايا سلاح الإنقاذ الوطني" لمشروع يترنح جدا، وخاصة أن الوعي الدولي ينحاز بقوة وتحديدا في أمريكا، وربما للمرة الأولى نحو جزء هام من "الرواية الفلسطينية".

فهل يفعلها الرئيس عباس ويطلق سراح انطلاقة "جبهة المقاومة الشعبية" لتكون سيفا ودرعا ورافعة لأصل الحكاية التي من أجلها كانت رصاصة يناير 1965...لا مشروع وطني ولا كيانية وطنية يمكن أن يكون بـ "مقاومة التذمر السري" ولا بـ " شكوى فاقد القدرة"!

ملاحظة: تجاهل حكومة اشتية عن خطيئة لقاء وزيرة الصحة مع وزير إسرائيلي في القدس الغربية معيب..وبصراحة استخفاف غير مسبوق وطعنة سامة لأهالي القدس، خاصة في الشيخ جراح وسلوان..الاعتذار واجب مش منة لو بكم دم بلدي!