نشر بتاريخ: 2021/09/26 ( آخر تحديث: 2021/09/26 الساعة: 00:00 )
عمار البشيتي

في كل مرة يلقي بها عباس خطاباً في الأمم المتحدة يحمل معه في ورقة مكتوبة ومعدة مسبقاً جملةً من التهديدات والتحذيرات اللفظية، لتثير الحمية في صدور كل مناصريه، ثم ما هي إلا أيام أو ساعات لتعود الأمور على ما كانت عليه ويبقى الأمر الواقع على حاله ويواصل الاحتلال انتهاكاته بحق الأرض والشجر والبشر.

محللون سياسيون تواصل معهم  "راديو الشباب" أكدوا أن واقع التجربة التاريخية لخطابات رئيس السلطة  تعاني من فجوة كبيرة بين النظرية والتطبيق، وأكّدوا أنّ ما يمارسه عباس هو "انفصام سياسي" بينهما فعليًّا على أرض الواقع.

وذكروا عدة أمثلة منها  توصيات المجلس المركزي والمجلس الوطني والمؤتمرات الحركية، التي أعلنت عن قرارات مهمة ومصيرية إلا أنّها لم تلقَ أي استجابة فعلية على الأرض.

ماهر مقداد المتحدث باسم حركة فتح بساحة غزة قال لراديو الشباب "إن خطاب الرئيس هو إعادة إنتاج للخطابات السابقة، التي أصبحت في الأرشيف لا وزن ولا قيمة لها. باستثناء جزئية واحدة هي اعطائه مهلة لمدة عام يترتب عليها بعد نهاية العام سحب اعترافه بالاحتلال او التوجه للجنائية

وأضاف مقداد "هذه الجزئية يمكن أن تكون ذات قيمة وجدوى في حالة واحدة وهي بدء العمل من الان على رأب الصدع الفلسطيني وإيجاد شراكة حقيقية مع كل مكونات الشعب الفلسطيني، والعمل على إنهاء الانقسام وتوحيد برنامج عمل يواجه مخططات الاحتلال  ووضع خطط وبرامج مشترك للسيناريو القادم بعد عام ولا فإن الرئيس يكون قدى اشترى عام جديد لبقائه في السلطة وهذا يخدم الاحتلال بالأكثر".

وتابع مقداد: يجب أن نشعر بمصداقية هذا الطرح من خلال البدء بخطوات عملية وتصعيد المقاومة الشعبية لدحر هذا الاحتلال والظغط عليه للانسحاب من اراضينا، لذلك فالرئيس يستطيع اقناع الناس بمصداقيته  ودون ذلك لا تأثير للخطاب لا في الزمان ولا المكان.

وأردف قائلا "يجب ان لا تذهب إلى العالم وأنت ضعيف ومهلهل وهذا يكون ذر للرماد في العيون دون أن يكون هناك رؤية لبرنامج وطني مشترق والتقاء لكل الأطراف وإعادة بناء منظمة التحرير وتعزيز مؤسساتها استعداداً لهذه المعركة".

وأما حركة حماس  قالت عبر الناطق باسمها فوزي برهوم :"لقد جاء الخطاب دون المستوى والتحديات الجسيمة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، واستمر في توصيف الواقع المرير والحالة الفلسطينية المزرية الصعبة التي أوصلنا إليها مشروع التسوية واتفاق أوسلو المشؤوم، واستند إلى الأسس ذاتها المكررة المرتكزة على إعادة طرح برنامجه الاستجدائي الذي يرى بالتسوية والمفاوضات مع الاحتلال وحل الدولتين والدور الأمريكي وسيلة لحل الصراع مع العدو الصهيوني، والذي أثبت فشله على مدار أكثر من ربع قرن من الزمن".

بينما عقب  القيادي في الجهاد الإسلامي  داود شهاب، في تصريح صحفي اليوم السبت على خطاب الرئيس في الأمم المتحدة قائلاً: "ما استمعنا له في خطاب أبي مازن هو تكرار لعبارات لن تجد صداها بين الأمم التي لا تلتفت كثيراً إلى لغة تكررت في التباكي على ضياع فرص التسوية والشكوى من عدم الالتزام بالاتفاقات الموقعة".

وأوضح القيادي شهاب أن إدارة الظهر للإجماع الوطني بغية إرضاء المجتمع الدولي وإحياء التسوية والمفاوضات "مسار يرفضه الكل الوطني وترفضه الجماهير الفلسطينية التي تؤمن بالمواجهة كسبيل وحيد لاستعادة الحقوق".

وتابع بالقول: إن العودة إلى الخيارات الوطنية الأصيلة أقل تكلفة من إضاعة الوقت مجددا في استجداء المفاوضات التي لن يعود العدو لها الا ليتخذها مرة أخرى كغطاء للاستيلاء على مزيد من الأرض وتنفيذ مخططاته".

وأكد القيادي شهاب أن نهج الحوار الوطني والوحدة هو الأقرب والأصوب ، وفيه تحصين للبيت الداخلي وصون للثوابت ولحق الأجيال الذي لا يملك أحد التفريط به.

وزاد بالقول: كفى رهانا على السراب وكفى سيراً نحو المجهول، لقد آن الاوان للاستجابة لنداء الضمير الوطني وبناء استراتيجية تحفظ فلسطين وقضيتها من العبث ، وتنجو بهذا الشعب من النفق المظلم والمسار الفاشل".

ويتوقع خبراء ومراقبون أن تبقى  خطابات رئيس السلطة هي خطابات مواقف فقط لا تتعدى تأكيد المؤكد، مع بقاء السلوكيات على أرض الواقع تخالف تماماً المواقف اللفظية.