نشر بتاريخ: 2021/12/01 ( آخر تحديث: 2021/12/01 الساعة: 13:17 )

راديو الشباب- العراق-  حسن الخالد- الجميع يعلم أن تأسيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين كان بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين بعامين ووضعت أهدافاً لعملها وهي (توفير الحماية الدولية للاجئين وإيجاد الحلول الدائمة لقضاياهم، كما تسعى لإيجاد حلول طويلة المدى لمشاكل اللاجئين في ثلاثة مجالات رئيسة هي العودة الطوعية إلى الوطن، أو الاندماج في البلدان التي التمسوا اللجوء فيها، أو إعادة التوطين في بلد ثالث..

وتعمل على الترويج للاتفاقات الدولية الخاصة باللاجئين، وتراقب مدى امتثال الحكومات للقانون الدولي، وتوفر المساعدات المادية مثل الأغذية والمياه والرعاية الطبية والمأوى للمدنيين الفارين.

كل ما ذكر اعلاه جميل ، ومن المفترض  أن يتحقق ،  ولو توقفنا على نقطة نقطة من أهداف المفوضية سنجد العكس وخاصة ما حدث وما يحدث مع اللاجئين الفلسطينيين في العراق ، حيث ظهرت المفوضية لأول مرة للاجئين الفلسطينيين في العراق عام 2004 بعد احتلال العراق وقد قامت بعمل احصاء لعدد اللاجئين ومن ثم اختفت إبَان الحرب الطائفية والاستهداف المباشر للفلسطيني ، و ها هو أول هدف من أهداف المفوضية يسقط و لم يتحقق ، بتنصل المفوضية  منه ، وهو الحماية الدولية للاجئين وايجاد الحلول الدائمة لقضاياهم ، وحين فر اللاجئون إلى الصحراء وشكلوا مخيمات ( رويشد – الهول – التنف – الوليد) لم نرى المفوضية قدمت لهم الحماية الحقيقية ، ولكن اكتفت بتوزيع عينات من المواد الغذائية وبعض من الاسعافات الاولية حيث أن المنظمات والجمعيات الاغاثية والانسانية كانت تقدم أكثر بكثير مما تقدمه المفوضية وموظفيها في البلدان (العراق – سوريا – الاردن).

لم تسعى المفوضية يوماً لإيجاد حلول طويلة المدى لمشاكل اللاجئين في ثلاثة مجالات رئيسة هي ( العودة الطوعية إلى الوطن) ، لم نسمع يوماً أن المفوضية طالبت بعودة اللاجئين إلى بلدهم الأصلي فلسطين والذي كان مطلب أساسي لدى اللاجئين في لقاءتهم مع المسؤولين بالمفوضية وحتى أنهم طالبوا أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتريش، حين كان المبعوث السامي بالشرق الأوسط وزار ( مخيم الهول في الحسكة )  بالعودة إلى قراهم ومدنهم في فلسطين ولا يريدون شيء من مساعدات المفوضية التي فيها نوعاً من الذل والمهانة ، لم تحقق المفوضية الهدف الثاني التي تنادي به وهو (عودة اللاجئين إلى بلدانهم ) كما فعل مع الأخوة العراقيين في كل مكان حيث منحت كل عائلة تعود إلى العراق مبلغ جيد والسفر مجاناً تشجيعاً لهم للعودة مع العلم أن اللاجئين الفلسطينيين كانوا مستعدين للعودة بلا منحة وعلى حسابهم الخاص

أما بالنسبة للهدف الثالث الذي من ضمن أهدافها هو (دمج اللاجئين في البلدان التي التمسوا اللجوء فيها ) كلام جميل ولكن كما تريد المفوضية وليس اللاجئ يعني أن تسكن بلا اقامة مطارد من أمن البلد الذي اندمج معه بلا امتيازات بلا عمل مهدد بالعودة قسراً إلى البلد الذي هربت منه وعندما طالب اللاجئين بتحسين وضعهم الأمني والسماح لهم بالحركة والعمل، بدأت المفوضية بالتهرب ومنح الوعود بدل المساعدات، سوف نقوم.. سوف نعمل.. سوف نجد حلول.. ولم يتغير شيء ليبقى الوضع على ما هو عليه حتى وصلنا إلى أضعف الايمان وهو الهدف الرابع  للمفوضية "إعادة التوطين في بلد ثالث" وهنا لعبت المفوضية دوراً بقمة اللاإنسانية وهي تشتيت العائلة الواحدة لأكثر من مكان ، كما حدث مع عائلة الأخت ( ن – م ) التي شتت المفوضية عائلتها وهي امرأة كبيرة بالسن لديها شاب معاق وشاب مبتور الساق وفقدت ابنها الكبير شهيدا في العراق حيث قامت المفوضية بتوطين الشاب الذي  يعاني من اعاقة في الساق إلى السويد والشاب السليم والمعيل الوحيد لهم بعد الله إلى ايطاليا وتركها ما يقارب 5 سنوات لوحدها تعاني في مخيمات الشتات مع ابنها المعاق والتي لا تستطيع القيام به لوحدها وكان بإمكان المفوضية جمع شمل هذه العائلة في بلد واحد إن أرادت ولكن هي تعمدت تشتيت المشتت.

اذن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تضع أهدافا لها ولا تحقق منها شيء لتصبح لدى اللاجئين هي المفوضية السامية لقتل اللاجئين

الكلمات الدلالية