نشر بتاريخ: 2022/01/19 ( آخر تحديث: 2022/01/19 الساعة: 17:22 )

 - متابعة خاصة - عمار البشيتي

ينفرد  الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإدارة الشؤون الفلسطينية  وإصدار القرارات والقوانين والتشريعات وتمثيل فلسطين رسميًا في الخارج، وسط حالة من التغييب الفعلي للمؤسسات التشريعية والقضائية والرقابية وتغول السلطة التنفيذية.

مراقبون اعتبروا أن القضية الوطنية الفلسطينية تحولت إلى سلطة الفرد الواحد،  واستأثر عباس بإصدار قرارات خارج صلاحياته الرئاسية وبات يتحكم في كل مفاصل السلطة وحركة فتح وعدل الدستور بما يتوافق مع ديمومة حكمه والبقاء لأطول فترة ممكنة فيه.

واستمرارا لهذا التفرد والاحتكار للقرار الوطني الفلسطيني جددت اللجنة المركزية لحركة فتح، خلال اجتماع لها مساء أمس، ثقتها في الرئيس محمود عباس قائد حركة فتح، رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ورئيسًا لفلسطين، كما جددت ثقتها بعزام الأحمد ممثلاً للحركة في اللجنة التنفيذية للمنظمة، وحسين الشيخ مرشحًا في اللجنة التنفيذية وروحي فتوح مرشحًا لرئاسة المجلس الوطني.

هذه القرارات أثارت موجة غضب عارم لدى قيادت وازنة في حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قالت  إن إعلان حركة فتح عن مرشحها لرئاسة المجلس الوطني خلفًا لسليم الزعنون "يأتي في إطار التفرد بالقرار الفلسطيني واستخدام منظمة التحرير لاتخاذ قرارات بعيدًا عن التوافقات الوطنية".

الأحمد لم نبلغ الفصائل

وقال القيادي في فتح عزام الأحمد، الذي رشحته الحركة ممثلًا عنها في اللجنة التنفيذية للمنظمة، خلال لقاء متلفز تابعه راديو الشباب  أمس الثلاثاء، إن سليم الزعنون قدم استقالته من رئاسة المجلس الوطني لأسباب خاصة به؛ "وبناء عليه جرى ترشيح روحي فتوح لخلافته بإجماع اللجنة المركزية".

وأضاف الأحمد" لم نبلغ الفصائل بمسألة ترشيح روحي فتوح لرئاسة المجلس الوطني وسنبلغها في هذا الأمر لأخذ موافقتها ولا بد من موافقتها على هذا الترشيح".

الشعبية تعقب

وعلى ذلك عقب عضو اللجنة المركزية للجبهة هاني الثوابتة، في تصريحات له تابعها موقع راديو الشباب، أن "هذه التعيينات والترشيحات تكرس التفرد طالما أنها لم تكن ضمن توافق وطني وحوار يفضي إلى انعقاد مجلس وطني توحيدي، من أجل التوافق على كل مجريات ترتيبات المنظمة سياسيًا وتنظيميًا".

وأضاف "هذه الخطوة استباقية وتأتي في سياق المراوحة في نفس المكان وعدم التقدم في إطار المصالحة الوطنية واستعادة الوحدة وبناء المؤسسات الوطنية على قاعدة الشراكة والتعددية".

وأكد القيادي في "الشعبية" أنه "كان من الأَولى ترتيب البيت الفلسطيني وعقد المجلس الوطني واجتماع الإطار القيادي، ثم بعد ذلك اختيار الهيئات التنظيمية والسياسية".

واعتبر القيادي الثوابتة حديث الأحمد "تكريسًا لخطاب التفرد والتوتير في العلاقات الوطنية".

وذكر أنه "من المفترض أن يكون هناك على الأقل حوار بين القوى السياسية بعد أن يتم التأصيل لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني".

قيادات بحركة فتح تنتقد قرارات التفرد

أجمعت قيادات تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح على أن قرارات الرئيس عباس الأخيرة الناتجة عن اجتماعات اللجنة المركزية لحركة فتح، " تُكرس نهج التفرد والتهميش والاستحواذ على مراكز صنع القرار في حركة فتح، ومنظمة التحرير والمجلس الوطني".

وقالت أن ذلك لن يولّد سوى مزيداً من الضياع لمسيرة الحركة النضالية، وغياب الدور الريادي الذي لطالما لعبته حركة فتح على الساحة الفلسطينية.

وانتقدت قيادات تيار الإصلاح الديمقراطي، القرارات التي صدرت عن اللجنة المركزية للحركة، والمخرجات التي تمخضت عن اجتماعها، أمس الثلاثاء، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، برئاسة الرئيس عباس.

محسن: تستمر مؤامرة سرقة الحركة

وقال عماد محسن الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي:"يواصل خاطفو حركة فتح عبثهم بالقواعد التي تأسست عليها ديمقراطية غابة البنادق، وتستمر مؤامرة سرقة الحركة عبر مصادرة قرار الفتحاويين جميعاً بتسمية مرشحي الحركة لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئاسة المجلس الوطني الفلسطيني،

وأضاف إن هذا يأتي ضمن سيناريو التوريث الذي بات مكشوفاً، وبدا وجهه القبيح الذي يستخف بكوادر الحركة وأعضائها الذين جرى تغييبهم قسراً عن مراكز صنع القرار وتهميشهم بطريقةٍ فجّةٍ ووقحة.

وتابع محسن: "إن استباق مركزية (ما يسمى بالمؤتمر السابع) الأحداث عبر التمادي في ملء عناوين المؤسسة المغيّبة سعياً لتكريس فراغها من أي دور، وجعلها غير ذات صلة بالقضية الوطنية، يدلل على نيّة هؤلاء الاستفراد بكل شيء، كي يكتمل سيناريو النفق المظلم الذي أدخلوا فيه فتح لخدمة أهدافهم الشخصية، ويقطعوا الطريق أمام أي وفاقٍ وطنيٍ يُرتجى من الحوار المرتقب الذي دعا له الأشقاء في الجزائر.

حسني: نهج عباس لن يجلب سوى المزيد من الخراب والضياع

بينما قال أمين سر مفوضية الإعلام في حركة فتح بساحة غزة القيادي أحمد حسني إن إصرار الرئيس محمود عباس على السير في ذات النهج المتفرد على الصعيدين الداخلي والوطني لن يجلب سوى المزيد من الخراب والضياع ".

وأضاف حسني "بدلاً من هذا السعي المحموم لملء شواغر اللجنة التنفيذية بهذه الفهلوة السياسية الفجة، عليه أن يذهب فوراً لدعوة الأمناء العامون للفصائل للاجتماع وتنفيذ ما اتُفق عليه عدة مرات سابقاً فيما يتعلق بإصلاح مؤسسات م.ت.ف، والذهاب فوراً لانتخابات شاملة لتجديد الشرعيات والاتفاق على برنامج تحرر وطني محل إجماع.

أبو حبل: كلها قرارات توزيع مناصب للمكوث أطول فترة ممكنة

وأما جمال ابو حبل القيادي بتيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح: قال إن اللجنة المركزية لحركة "فتح" فاقدة للصلاحية وليس من حقها اتخاذ قرارات وما اتخذته من قرارات أيضا باطلة ولا ترقى لمستوى لجنة مركزية لفتح التي نعرفها.

وأضاف أبو حبل:" كلها قرارات توزيع مناصب للمكوث أطول فترة ممكنة على سدة القيادة وهي قرارات يفرضها عباس ولن يستطيع أحد في المركزية أن يقول له لا". وأضاف:" مادام العنوان عزام الأحمد فلنقرأ الفاتحة، لأنه معروفا بمسلكه التخريبي".

وتابع القيادي أبو حبل:" لم تكن فتح منذ انطلاقتها عونا للاحتلال. بل انطلقت من أجل دحر الاحتلال واقتلاعه من أرضنا، لكن في ظل هذه القيادة الفاشلة انقلبت الأمور وأصبحت فتح الثورة، "فتح الثروة والتنسيق الأمني مع الاحتلال ضد شعبها".

الفرا: هذه سياسة العصا والجزرة"،

بنما قال أسامة الفرا القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح: إن"مركزية عباس تتعامل مع الجبهتين الشعبية والديمقراطية بسياسة العصا والجزرة"، مضيفا أن "الأخ عزام الأحمد يقول بأن هيئة المجلس الوطني تعتبر مستقيلة، بعدما أعلن رئيس المجلس سليم الزعنون استقالته من منصبه، وتابع، "لا أعرف من أين جاء الأخ عزام بهذه الفتوى خاصة، وأن اللائحة الداخلية للمجلس الوطني في المادة ٤ تنص على أن انتخابات أعضاء المكتب سرية وهي فردية، وبالتالي انتخاب اعضاء مكتب رئاسة المجلس ليس مرتبطًا برئيس المجلس".

وأردف، "فتوى عزام بمثابة العصا للجبهة الشعبية التي لا ترغب في حضور جلسة المجلس الوطني القادمة، والجزرة للجبهة الديمقراطية لإغرائها للحضور وأن منصب نائب رئيس المجلس سيكون من نصيبها بدلًا من الجبهة الشعبية، ما هكذا يا أخ عزام تورد الإبل".

ولا زالت  أوساط حركة فتح في الداخل والخارج تعيش غضبا عارما بفعل سياسة التفرد  والاستبدادية التي يدير بها رئيس السلطة محمود عباس التنظيم والسلطة.
 

راديو الشباب