حمادة فراعنة
حمادة فراعنة
نشر بتاريخ: 2022/01/27 ( آخر تحديث: 2022/01/27 الساعة: 11:25 )
حمادة فراعنة

راديو الشباب  

لسنا ناقلي خبر، مهنياً، نحن أصحاب رأي وموقف، وكل منا له وجهة نظر، في التعامل مع الأحداث والوقائع، ويفترض أن لا نكون حاملي بخور، نهتف للمقيم، ونفرح لرحيل السابق.
نعم نحن حائط صد عن الدولة، عن المواطنة، من أجل العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، من أجل التعددية والديمقراطية، وتعرية الفساد ومظاهره وأدواته وألاعيبه.
نحن حائط صد عن مؤسسات الدولة: البرلمان، الحكومة، الأحزاب، النقابات، عن الانتخابات وحق الأردنيين بانتخابات شفافة نزيهة.
نحن مع الحكومة طالما تحظى بثقة رأس الدولة، ومجلس النواب، ونتعامل معها باعتبارها مصدر المعلومة، ندافع عن مصداقيتها، بما يتفق مع برنامجها في كتاب التكليف وموازنتها السنوية المعلنة، هذه هي مرجعية التعامل معها، إضافة إلى أدائها في كيفية معالجة الوقائع والتطورات والأحداث.
حكومة بشر الخصاونة تتحكم بها ثلاثة عوامل سلبية:
أولاً تراكم المديونية واستحقاقاتها، والعجز في الموازنة وهو التحدي الأول المفروض عليها وأمامها.
ثانياً مواجهة وباء كورونا منذ بداية تشكيلها وما حملته من تبعات اقتصادية واجتماعية.
ثالثاً مواصلة نتائج الحروب البينية العربية المحيطة بنا، فنحن في إقليم متوتر، نعيش وسط النيران، ومصدر الخطر خلايا كامنة ومتسللة.
إضافة إلى ذلك انحدار في الإدارة بسبب تراكم التشغيل وضخ عاملين أعباء على المؤسسات مُعيقين للعمل، عبر محاولات عبثية لمعالجة مشكلة البطالة المتزايدة، من قبل الحكومات المتعاقبة وسياساتهم في رمي المشكلة على من يأتي من بعدهم، بدون امتلاك شجاعة الإقدام على البحث عن مداخل عملية واقعية محلية وطنية لتصعيد الإنتاج وتطويره وتنويعه.
وقعنا بسياسات خاطئة في التعامل مع الأزمة السورية، وتحمل تبعاتها من اللاجئين حيث لا ذنب لنا في ذلك، مع أن السوريين أشقاء يستحقون الود وطيبة الإقامة، ولهم أفضال علينا، تتطلب مشاركتهم في تخفيف الأعباء عنهم، لا أن نتحمل مشاكلهم وإقاماتهم على حساب الأردنيين.
على المستوى الشخصي يملك رئيس الحكومة القدرة على العرض وأثبت أنه «دارس درسه»، وقدم نفسه وبرنامجه بما يليق بمكانته، أمام الكتاب الذين التقاهم، يوم الأحد 23/1/2022، وانطباعاتهم عنه، كانت إيجابية بما قدم، بل الذين لم يعرفوه من قبل عن قرب تمكن من كسب احترامهم، وهم أصحاب خبرة من تعاملهم مع العديد من الرؤساء والوزراء السابقين، وليسوا سُذجاً حتى «ينضحك عليهم».
سمعت رئيس وزراء سابق، يقول «أتعاطف مع كل رئيس وزراء مقبل، فهو فدائي لأن يقبل بالتكليف، لأن الإمكانيات شحيحة، وفرص النجاح محدودة، ولذلك فهو حقاً شجاع أن يقبل التكليف والتحدي».