نشر بتاريخ: 2022/04/24 ( آخر تحديث: 2022/04/24 الساعة: 10:43 )

راديو الشباب - عمار البشيتي

على مدار التاريخ، ومنذ  تأسيسها، تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم قضية الشعب الفلسطيني بمختلف الطرق والوسائل، وعلى مختلف الأصعدة لم تدخر الإمارات جهداً في واحدة من أبهى صور التآخي بين الشعبين "الفلسطيني والإماراتي" لما يقرب الـ 50 عاماً.

ولم يقتصر الدعم الإماراتي لفلسطين يوماً على مجال بعينه، فحرصت "أبوظبي" على مساندة "فلسطين" بشتى الوسائل وفي جميع الاتجاهات السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية والإنمائية.

  الإمارات وفلسطين.. دعم تاريخي متعدد الاتجاهات

منبع الالتزام الإماراتي تجاه الفلسطينيين هو وعد وعهد قطعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة الشقيقة، عند إعلان تأسيس الإمارات عام 1971 قال فيه: "دعمنا للشعب الفلسطيني سيستمر حتى يحقق هذا الشعب طموحه في إقامة دولته المستقلة"، ليصبح نهج الإمارات وسياستها الثابتة الالتزام الراسخ بدعم القضية الفلسطينية حتى اليوم.

ومنذ هذا التأسيس في الثاني من ديسمبر عام 1971، لعبت أبوظبي دوراً محورياً وبارزاً لدعم الفلسطينيين على كافة الأصعدة.

دعم سياسي

على الصعيد السياسي، أكدت الإمارات أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المركزية الأولى للسياسة الخارجية الإماراتية، ولم يخل أي خطاب لأبوظبي في أي محفل دولي أو إقليمي أو من خلال لقاءات ثنائية أو أي مباحثات مشتركة، كما لم تغب دولة الإمارات يوما عن مساندة الشعب الفلسطيني ودعمه في جميع مراحل قضيته العادلة.

احتجاجا على أحداث القدس.. الإمارات تستدعي السفير الإسرائيلي

وكانت آخر المواقف الداعمة لشعبنا الفلسطيني احتجاجا على انتهاكات الاحتلال في مدينة القدس، استدعاء الإمارات للسفير الإسرائيلي لديها  احتجاجاً على الأحداث التي تشهدها القدس والمسجد الأقصى، وفق بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وقال البيان إن ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، استدعت أمير حايك، سفير دولة إسرائيل في الإمارات وأبلغته "احتجاج الدولة واستنكارها الشديدين على الأحداث التي تشهدها القدس والمسجد الأقصى من اعتداءات على المدنيين واقتحامات للأماكن المقدسة، والتي أسفرت عن إصابة عدد من المدنيين".

وأكدت الوزيرة، وفق البيان، "ضرورة الوقف الفوري لهذه الممارسات وتوفير الحماية الكاملة للمصلين واحترام السلطات الإسرائيلية حق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية ووقف أية ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى، معربة عن قلقها من تصاعد حدة التوتر الذي يهدد الاستقرار والأمن في المنطقة".

وأكدت على "ضرورة احترام دور المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى".

وشددت الوزيرة "على ضرورة خلق بيئة مناسبة تتيح العودة إلى مفاوضات جدية تفضي إلى تحقيق سلام عادل وشامل، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية".

دعم اقتصادي

على الصعيد الاقتصادي، تحتل دولة الإمارات المرتبة الرابعة بين أكبر 10 دول داعمة مالياً لدولة فلسطين منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994، وفق ما تورده بيانات رسمية فلسطينية.

واستناداً إلى معطيات المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" (شبه حكومي)، فإن الإمارات قدمت مساعدات بقيمة 2 مليار و104 ملايين دولار أمريكي للشعب الفلسطيني منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1993.

وتتفاوت هذه المساعدات ما بين دعم لميزانية السلطة الفلسطينية ومشاريع بنية تحتية، دون أن تشمل هذه المعطيات مئات ملايين الدولارات التي قدمتها الإمارات للفلسطينيين من خلال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أو من خلال اللجنة الوطنية والإسلامية للتنمية والتكافل الاجتماعي أو من خلال الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسات أخرى يطلعكم راديو الشباب على بعضٍ منها.

تكافل والإمارات

والبداية من "اللجنة الوطنيّة والإسلاميّة للتنمية والتكافل الاجتماعيّ - تكافل"، وهي لجنة ذات طابع إنسانيّ إغاثيّ تأسّست في قطاع غزّة خلال عام 2013 على يدّ التيّار الإصلاحيّ في حركة "فتح" بقطاع غزّة، الذي أسّسه محمّد دحلان، وهو النائب في المجلس التشريعي عن الحركة والمقيم في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة.

وأطلقت اللجنة منذ تأسيسها برئاسة النائب ماجد أبو شمالة، مشاريع إغاثيّة وإنسانيّة عدّة لكافة الفئات الفلسطينيّة المختلفة في قطاع غزّة بتمويل من الإمارات، أبرزها: إطلاق مشروع تقديم مساعدة ماليّة إلى كلّ عامل في القطاع بقيمة 200 شيقل (55 دولاراً)، وإطلاق مشروع دعم الحاجات الخاصّة للمرضى، وإطلاق مشروع تحرير شهادات الخرّيجين الجامعيّين، وتقديم عشرات آلاف القسائم الغذائية التي توزع على الأسر المستورة والمحتاجة في القطاع، وفق معايير الحالة الاجتماعية التي أقرتها اللجنة،

ومشروع دعم القطاع الصحي وكذلك مشروع الوصفات العلاجية لفقراء ومحتاجي القطاع، وتأمين أدوية إلى النساء الحوامل مثل أدوية سيولة الدم وأدوية الهبرين والأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة وأمراض القلب والأمراض الخطيرة في قطاع غزة، من خلال مشروع الوصفات الطبية الممول من الهلال الأحمر الإماراتي.

وتقديم مساعدة لأسر وعوائل الضحايا وكذلك التجار الذين خسروا في أحداث الحريق الكبير في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الذي تسبب في وفاة 25 فلسطينياً، واحتراق عشرات المحال التجارية.

و العديد من الاحتياجات الإنسانية الناقصة في قطاع غزة على مستويات مختلفة؛ سواء كانت طبية أو غذائية أو علاجية، كالتي تعاني منها مستشفيات القطاع وتحديداً أجهزة التنفس الصناعي والإغاثات التي ترسلها مؤسسة الصحة بشكل يومي عبر وسائل الإعلام من أجل إغاثة سكان قطاع غزة، وهي من القضايا التي كانت تتابعها لجنة التكافل وتسعى للمساهمة فيها من خلال الدعم الإماراتي الكبير.

وقدمت اللجنة الوطنية العليا للمصالحة المجتمعية في قطاع غزة، مساعدات مالية لتسوية العديد من ملفات ضحايا الانقسام الفلسطيني الداخلي، وذلك في إطار استكمال مسيرة المصالحة المجتمعية، ورأب الصدع الفلسطيني،  وجبر ضرر وخواطر عوائل ضحايا الانقسام، بتعويض من فقدوا أبناءهم في أحداث الانقسام، وفق نوعية الضرر الذي لحق بهم، حيث يُدفع  50 ألف دولارٍ أميركي لعائلات الضحايا، مقابل التنازل عن الدم وتوافق عائلات المتضررين بشكل علني وتتنازل رسمياً عن الدم شرعياً وقانونياً، ويُغلق الملف وفق الأصول المجتمعية، وذلك حرصاً من دولة الإمارات على إتمام المصالحة المجتمعية والوحدة الفلسطينية".

إغاثة طبية وتعليمية

مئات الملايين من الدولارات قدمتها القيادة الإماراتية ومنظمات الدولة الإغاثية والإنسانية لانتشال الفلسطينيين من وضع مأساوي فرض عليهم منذ سنوات طويلة، ومن ذلك الدعم المالي ما قدمته أبوظبي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

ووفقا للأرقام المعلنة، يقدر إجمالي الإسهامات المقدمة من الإمارات للأشقاء الفلسطينيين خلال الفترة من عام 2013 وحتى عام 2022 بنحو 890 مليون دولار أمريكي؛ لتمويل مختلف القطاعات في الأراضي المحتلة.

وقدمت الإمارات، أكبر الجهات المانحة للأونروا، للوكالة الإغاثية في آخر 5 سنوات فقط، أكثر من 190 مليون دولار أمريكي من الرقم السابق الإشارة له.

أيضا حصلت الأونروا من إجمالي الإسهامات الإماراتية على أكثر من 218 مليون دولار أمريكي، ذهب 166 مليون دولار منها لقطاع التعليم، و19 مليون دولار كمساعدات سلعية وبرامج موجهة للخدمات الاجتماعية في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.

الإمارات ساهمت أيضا بنحو 105 ملايين دولار أمريكي لدعم برامج الأونروا التعليمية، ما مكن الوكالة من توفير بيئة تعليمية مناسبة للأطفال الفلسطينيين.

وفي يوليو/تموز 2019 قدمت أبوظبي تبرعا يقدر بنحو 50 مليون دولار أمريكي للوكالة الإغاثية لتقديم الخدمات الصحية وتنفيذ البرامج التعليمية وتقديم خدمات أخرى لأكثر من 5 ملايين فلسطيني.

وقدرت المساهمة التي قدمتها الإمارات للأونروا في عام 2018 ما يزيد على 50 مليون دولار، لتصبح سادس أكبر مانح للوكالة نهاية ذلك العام، ووجهت جانبا كبيرا منها لمواصلة البرامج التعليمية لمئات المدارس التابعة للجهة الإغاثية.

خلال عامي 2017 و2018، دعمت الإمارات البرامج الصحية والغذائية التي تقدمها الوكالة بقيمة 2 مليون دولار لتمويل الوقود لمحطات الكهرباء لدعم المستشفيات في قطاع غزة.

كما قدمت مؤسسات دولة الإمارات، خلال عامي 2017 و2018، نحو 364 مليون دولار كمساعدات إنسانية وتنموية وغذائية للشعب الفلسطيني.

وكانت مواقف الإمارات النبيلة، قيادة وشعبا، ودعمها السخي لـ"الأونروا" بهدف ضمان استمرار تقديم جميع خدماتها لأكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني.

جائحة كورونا

لطالما كانت دولة الإمارات شريكا مهما في مسيرة دعم الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه، وإتاحة كل ما يسهم في الارتقاء بمعيشته بشتى الطرق وفي جميع الاتجاهات، خاصة الاجتماعية والتعليمية والصحية.

إنسانية ورحمة القيادة الإماراتية تجاه الفلسطينيين خلدتها عشرات المواقف التي يفخر بها أبناء البلدين، نذكر منها طائرة إمدادات طبية انطلقت من أبوظبي إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، واشتملت على العديد من الإمدادات الطبية والانسانية إلى غزة بالتعاون مع لجنة التكافل بالقطاع.

ونذكر أول شحنة مستلزمات طبية أرسلتها الإمارات للأراضي الفلسطينية المحتلة كانت، ليتبعها سلسلة من المساعدات المهمة في هذا القطاع الحيوي برعاية تكافل خلال الأشهر الماضية، بهدف توفير الحماية للطواقم الطبية والعاملين في القطاع الطبي.

الطائرة التي ذكرناها استقرت على الأراضي الفلسطينية هي الثالثة من دولة الإمارات منذ تفشي فيروس "كوفيد-19"، وتعكس التزام دولة الإمارات تقديم الدعم المستمر للشعب الفلسطيني، ومساندتهم في مواجهة جائحة كورونا.

في 5 أبريل/ نيسان الماضي، سلمت هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية شيكا ماليا بما يعادل 216 ألف دولار لصالح 650 يتيما ويتيمة تكفلهم الهيئة، ضمن مساعيها لتمكينهم من التغلب على الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع.

أيضا سلمت الهيئة مسؤولي الصحة في القدس 100 زي طبي للأطباء والمرضى لحماية الطواقم الطبية، مع صرف مستحقات لـ3 آلاف أسرة، ضمن برنامج "العيش الكريم" الذي تبنته الهيئة، بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية.

اخر المشاريع الإماراتية.. افتتاح مستشفى ميداني

آخر المشاريع بتاريخ 12 فبراير 2022 افتتح تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، مستشفى ميدانيا لعلاج مرضى فيروس كورونا "كوفيد-19" بدعم إماراتي .

وشيد المستشفى الميداني الذي يحمل اسم (الشيخ محمد بن زايد آل نهيان) داخل حرم مستشفى (الأوروبي) في مدينة خانيونس جنوب القطاع على مساحة 8 دونمات ويضم 216 سريرا، منها 56 للعناية المركزة مخصصة للحالات الحرجة والخطيرة.

وفي يونيو/حزيران الماضي أرسلت دولة الإمارات 20 سيارة إسعاف مجهزة بكامل معدات الإسعاف والطوارئ ومعدات الأمن والسلامة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي.

يحفظ الشعب الفلسطيني لدولة الإمارات العربية المتحدة مواقفها الأخوية الصادقة، وجهودها ودورها الإنساني المستمر واللامحدود في دعم شعبنا الفلسطيني والتخفيف من آلامه في ظروفه القاسية ومعاناته المستمرة التي خلفها الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي في العقد الأخير،

ويُقدر الفلسطينيون في قطاع غزة على نحوٍ خاص، وهم يتطلعون إلى مواقف الدعم والإسناد من أشقائهم الإماراتيين الذين لا يتأخروا يوماً عن نصرة القضية الفلسطينية ودعم أهل فلسطين في كل أماكن تواجدهم وفي المجالات كافة.

الكلمات الدلالية