نشر بتاريخ: 2022/05/08 ( آخر تحديث: 2022/05/08 الساعة: 01:39 )

 - متابعة خاصة - عمار البشيتي

تلوح في الأفق نذر مواجهة جديدة بين المقاومة وكيان الاحتلال الذي يستمر بممارساته الاستفزازية لمشاعر الفلسطينيين والمسلمين واعتداءاته المتواصلة على الشجر والحجر والبشر،

ويسود التوتر  خلال الأيام القليلة الماضية  جراء العدوان المتواصل في القدس والضفة الغربية، من خلال السماح لقطعان المستوطنين باقتحام الأقصى، ما نتج عنها موجة من العمليات البطولية والفردية التي أربكت كيان الاحتلال وهزت منظومته الأمنية رداً على اقتحامات الأقصى المتكررة".

فيما يواجه الاحتلال بالعنف المفرط المتظاهرين في أنحاء متفرقة من الضفة المحتلة والقدس، أبرزها جبل صبيح ببلدة بيتا وبيت دجن بمحافظة نابلس، وسلفيت، وبيت أمر شمال الخليل وغيرها، ما أدى لاستشهاد عدد من الفلسطينيين وجرح المئات منهم.

معادلة محكومة باعتبارات

ويشكل هذا التصعيد من طرف حكومة الاحتلال بقيادة نفتالي بينيت محاولة لفرض معادلة جديدة في الصراع مع الفلسطينيين ومقاومتهم، التي لوحت بردٍ غير مسبوق وصفته بـ"الزلزال" إن نفذ الاحتلال أي محاولة اغتيال ضد الفلسطينيين، بعد سلسلة تهديدات أطلقها قادة وسياسيون من الاحتلال، ومنها دعوات عضو الكنيست "ايتمار بن غفير"  لاغتيال مسئول حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار بصفته "المحرض الرئيسي على موجة العمليات الأخيرة" على حد تعبيره.

القسام يهدد بزلزال في المنطقة

من جهته وجه الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة رسالة تحذير للاحتلال، في حال نفذ تهديداته التي أطلقها بحق قطاع غزة مؤكداً على أن المساس بقائد حركة حماس السنوار أو أيٍّ من قادة المقاومة هو إيذانٌ بزلزالٍ في المنطقة."

ولفت إلى أن معركة سيف القدس ستكون حدثاً عادياً مقارنةً بما سيشاهده الاحتلال مشددًا على أن من سيأخذ هذا القرار سيكون قد كتب فصلاً كارثياً في تاريخ الاحتلال وارتكب حماقةً سيدفع ثمنها غالياً بالدم والدمار.

الكاتب والمحلل السياسي الدجني يوضح

الدكتور حسام الدجني أستاذ العلوم السياسية الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الفلسطيني والشرق أوسطي أكد في حديث خاص لراديو الشباب: أن هناك موجة إعلامية موجهة من المعارضة الاسرائيلية للضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلي بان يذهب باتجاه سياسة الاغتيالات.

وقال "إن ظغط المعارضة في كيان الاحتلال جاءت من باب توريط، بمعنى أن نتنياهو وأقطاب المعارضة تحرك هذه الأطراف للدخول في معركة مع غزة يخرج "بينت" منها خاسراً  وفاقداً لمنصبه الحكومي، لانه تداعيات هذه المعركة هو إرضاء لليمين المتطرف في "إسرائيل" وكشف أصوات اليمين وهذا ربما يدفع "بينت" لان يرتكب هذه الحماقة ويذهب بهذا الاتجاه".

حماس تقرأ  جدية هذه التهديدات

ولفت الدجني إلى أن "حماس تقرأ  جدية هذه التهديدات وبنسب عالية جدا وأهمية مواجهتها، وجاء خطاب ابو عبيدة ليعيد ويذكر  الحكومة الاسرائيلية أولاً  والوسطاء والمجتمع الدولي ثانياً، ان هذا الاغتيال قد يكون له اثار وتداعيات خطيرة وهذا الخطاب مهم جدا لتحريك الوسطاء قبل ان ترتكب اسرائيل هذه الحماقة وتذهب المنطقة كلها باتجاه انفجار هائل كما وصفه ابو عبيدة بالزلزال.

معادلة عنوانها القدس والداخل المحتل

وتابع "إن المعادلة اليوم والمواجهة ليست كالسابق ونتحدث عن الحاضنة الشعبية في الضفة الغربية على وجه التحديد وفي الداخل المحتل، لن تكون غزة لوحدها في هذا  العنوان الابرز الان".

وأضاف ان "هذه العمليات  بات يتم ربطها بعنوان القدس وبعنوان الاحتلال بالمفهوم الشامل والاحتلال يتحمل مسؤولية العمليات ودوافعها في العمق الاسرائيلي زطالما بقي الاحتلال ستبقى هذه العمليات والاصل في العلاقة مع الاحتلال هو الاشتباك  والمواجهة وليس توزيع الورود، وهنا تأتي اهمية هذه العمليات".

وبين الدجني على أن ابو عبيدة والمقاومة في غزة تريد ان تثبت هذه القاعدة، بأن  على الاحتلال ان يدرك وقف هذه العمليات مرتبط بمنع استباحة المسجد الاقصى والحفاظ على الوضع  القائم وضرورة اطلاق عملية سياسية تنصف الشعب الفلسطيني وتعيد حقوقه وتوقف كل الانتهاكات بحق الشعب الفلسطين والحفاظ على الهدوء في قطاع غزة.

المقاومة لن تصمت

وأشار إلى أنه عندما يتم فرض عقوبات جماعية لسبع ايام  قد يدفع المقاومة لإعلان بيان اخر  انها في حل من أي تفاهمات، وتبدأ عملية تدحرج للامور  باتجاه  مواجهة.

أي حل أساسه إنهاء الاحتلال

لذلك على الاحتلال ان يدرك انه سياسة العقاب الجماعي هي ارهاب دولة ولا ينبغي ان يستفرد بمنطقة جغرافية على حساب المنطقة الاخرى،  وأي اعتداء على اي منطقة هو اعتداء على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني.

واختتم هذه المعادلة يجب ان تتكرر وينبغي ان يدرك الاحتلال هذه المعادلة الجديدة، وعلى المستوى  السياسي  ان أي حل يجب أن يقوم على أساس إنهاء هذا الاحتلال ووقف اعتداءاته.

الكاتب والمحلل السياسي عطا الله يعقب

من جهته أكد الباحث والمحلل السياسي  أكرم عطا الله لراديو الشباب أن بعض المطالبات الداخلية الإسرائيلية باغتيال رئيس حركة حماس بقطاع غزة. لها قدر من التوقع ويمكن ان تذهب إسرائيل بهذا الاتجاه لأسباب داخلية، رغم وجود موانع دولية وأمريكية".

وقال في حديثٍ خاص لراديو الشباب "إنه عند الدخول في أي مواجهة فإن كل طرف يبدي ما لديه من قوة في محاولة للنأي عن استعمال هذه القوة، وبعض التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن عملية اغتيال، من الطبيعي تستوجب رد فلسطيني".

المقاومة تحاول قطع الطريق على تهديدات الاحتلال

وتابع إن هناك دائما تهديدات على اعتبار ان هذه التهديدات يمكن ان تردع الفلسطينيين،  والمقاومة تحاول قطع الطريق على تهديدات الاحتلال وإيصال رسالة لإسرائيل ان هذا الاغتيال له ثمن  خاصة وان الحكومة الاسرائيلية على وشك السقوط، لانه  هناك مساس بالامن الاسرائيلي وهناك إخفاق أمني كبير بعدم  قدرتها على الوصول لمنفذي العملية ولأسباب كثيرة".

وقال "إن بعض المطالبات الداخلية الاسرائيلية باغتيال رئيس حركة حماس بقطاع غزة يمكن ان تنفذها، وبالتالي لاسباب داخلية ولامكانية الذهاب للانتخابات،  والمناخ الاسرائيلي يساعد بالنسبة لبينت اذا اراد ، لكن هناك كوابح دولية امريكية كبيرة جدا لعدم انزلاق المنطقة وفي الولايات المتحدة الامريكية غير مستعدين لسماع اي شيء بالملف الفلسطيني الاسرائيلي، وهم مشغولين بقضية روسيا  وأوكرانيا.

دوافع الحرب قد تكون أقوى من الكوابح

ولفت عطال الله إلى أن الدوافع قد تكون في لحظة من اللحظات اقوى من الكوابح،  أوتكون متساوية لهذا  ربما يقدم الاحتلال على هذه الخطوة،  و غبار المعركة سيكون له تأثير على مصالح الاخرين سواء الامريكان والاقليم والعالم".

وقال إن ما يحدث في الضفة الغربية هو أخطر على المشروع الاسرائيلي، ولكن على مستوى العالم  قطاع غزة هو الأكثر التهابا واشتعالا والاكثر تضرراً.