نشر بتاريخ: 2022/05/08 ( آخر تحديث: 2022/05/08 الساعة: 14:36 )
توفيق أبو خوصة

راديو الشباب
كثير من الأخوة المناضلين أصحاب التاريخ المشرف في حركة فتح و قدموا إلى ما يملكون من أجل رفعتها وتجسيد دورها الطليعي في كل ميادين الإشتباك و المنازلة مع الاحتلال و إفرازاته العدوانية والإستيطانية و التهويدية ،،، ومن حملوا فتح الفكرة بقناعة و إيمان و إنتماء ،،، هؤلاء الأخوة يعتقدون بأن حركة فتح بمؤسساتها التنظيمية و القيادية ماتزال موجودة و تقوم بالدور التنظيمي و الوطني الملقى على عاتقها كطليعة ثورية سيدة قرارها ،،، قد يكون هذا ما نتمناه جميعا و نتطلع إليه أن يصبح واقعا ملموسا ،،، ولكنه في الواقع أضغاث أحلام ،،، الواقع مغاير بل على النقيض تماما من ذلك ،،، حركة فتح التي تعرفونها و ناضلتم تحت رايتها تم إختطافها عنوة ولم تعد تملك من قرارها أو مقدراتها شيئا بعد السطو عليها ،،، صحيح هناك مسميات لجنة مركزية و مجلس ثوري و محكمة حركية و خلافه ،،، لكنها ليست أكثر من ديكور يتم إستجلابه عند الحاجة فقط لتمرير ما تريده الجهة الخاطفة من قوانين الأحكام العرفية ،،، و الإستجابة لأهواء الحاكم بأمره الذي حول الحركة إلى مصنع للإستعباد و إمتهان كرامة الناس ،،، و كل ما يخدم مصالح بطانته المتشعبة التي لم تترك شاردة أو واردة إلا و تسخرها لهذا الهدف ،،، بالمناسبة هناك جوقة لم يكن لها يوما علاقة بحركة فتح هي التي تقرر في كل أمورها من خلف ظهر أعضاء المركزية و الثوري الذين بحضورهم أو عدمه تسير صناعة القرار التنظيمي و الوطني ،،، والغالبية منهم عبارة عن جمهور يعلم بالأمور من وسائل الإعلام ليس أكثر .

تعقيبا على الجريمة الممتدة المتمثلة في تحريك عجلة الفصل و الطرد و الإقصاء من جديد التي طالت حوالي 40 كادر قيادي فتحاوي دفعة واحدة ،،، تعالت أصوات فتحاوية أصيلة تطالب بإلإلتزام بالنظام الداخلي و اللوائح التنظيمية و اللجوء للمحكمة الحركية ،،، فهل الحاكم بأمره وبطانته أصلا ملتزم بأي نظام أو قانون أو دستور أصلا ؟؟ فما يريده هو النظام و القانون في ظل وجود ترزية القوانين و مفسري النظام و اللوائح و أصحاب الفتاوي في التحليل و التحريم ،،، منذ زمن تم الدوس على كل الضوابط و المفاهيم الحركية و التنظيمية و الأخلاقية ،،، و إذا إحتكمنا لنصوص النظامين الأساسي و الداخلي للحركة للفصل في المواقف و الإجراءات و القرارات التي تصدر باسم الحركة وجبت محاكمتهم تنظيميا و وطنيا أمس قبل اليوم على المآلات التي وصلت لها الحركة على الصعد كافة ،،، لكن المخطط بات أكثر وضوحا وكما كتب الأخ القائد الفتحاوي منذر إرشيد (( المطلوب هو إنهاء حركة فتح ، حركة فتح التي لم يستطع الأعداء شطبها ، حركة فتح التي أنجبت خيرة أبناء فلسطين والتي نزفت بالاف الشهداء يجب إنهائها والقضاء عليها بواسطة أبنائها وكوادرها حتى يقال فتح كانت دكان أو سوبر ماركت تم إغلاقه من قبل أصحابه بعد إفلاسهم )) .

وفي هذا المقام نقول أن حركة فتح قادرة على الخروج من هذا المتاهة العبثية ،،، فتح ليست دكان أو سوبرماركت يتم إغلاقه أو شراءه أو الإستحواذ عليه ،،، رغم أن مسلسل الإنهاك و الإنهاء يتواصل بإقصاء و فصل شرفاء الحركة و محاولات الزج بهم إلى قارعة المشهد ،،، حركة فتح تحمل فكرة وطنية عظيمة ولديها ما تفخر و تعتز به من الرصيد النضالي و الموروث الوطني المعمد بالدماء الطاهرة ،،، و فيها جيش من الأحرار و الشرفاء الذين لن يدخروا جهدا في الدفاع عن ماضيهم و حاضرهم و مستقبل أجيالهم القادمة ،،، والذود عن حياض حركتهم الرائدة في مواجهة مخطط الشطب و الإلغاء التصفوي و أدواته ،،، ومن يخون فتح لا يستحق أن نقرأ على روحه الفاتحة ،،، فلسطين تستحق الأفضل ... لن تسقط الراية .