نشر بتاريخ: 2022/05/21 ( آخر تحديث: 2022/05/21 الساعة: 14:27 )
حنفي أبو سعدة

راديو الشباب  

لم يختلف الصباح الذي استيقظ فيه العالم على خبر اعدام الصحفية شيرين أبو عاقلة عن ذاك الصباح قبل اثنين وثلاثون عاما وتحديدا في العام 1990، مجزرة مروعة ارتكبها الصهيوني غابي بوبر بحق سبعة عمال فلسطينيين كانوا بانتظار أرباب العمل على الرصيف ،هكذا فقط مر عليهم اسرائيلي مدجج بالسلاح في الساعة السادسة صباحا ،اوقفهم ودقق في هوياتهم ثم قرر أن يقتلهم، فأفرغ رصاصاته في أجسادهم وركب سيارته ومضى ...

في الأراضي المحتلة عم الإضراب و فرض جنود القتل منع التجوال ، ورغم ذلك دارت المواجهات وارتفع عدد الشهداء إلى تسعة عشر شهيدا ،وارتدى الاطفال حينها قمصان سوداء مكتوب عليها الاحد الاسود ....

أما القاتل غابي بوبر ، فقد ذهب إلى سجنه مرفها ، وتزوج ثلاث مرات في السجن ، وحصل على إجازات أسبوعية مع أهله وأبنائه يسافر خلالها في سيارته في إحدى هذه الرحلات الترفيهية مات اثنين من أبنائه أثناء قيادته للسيارة ، هكذا يتم التعامل مع القاتل ، يتزوج وينكح وينعم ويحصل على إجازات ومصروف وحكومة تطالب بالإفراج عنه،

هي حكاية موجعة من حكايات الوجع التي تملء ذاكرة الفلسطيني ، والتي غدت ذاكرة مخضبة بالدم واللحم الحي .

الرصاصة التي قتلت العمال السبعة يوم الأحد الاسود هي ذاتها التي قتلت المصلين في الحرم الابراهيمي على يد المجرم باروخ جولدشتاين فجر أحد أيام رمضان وهي ذاتها من قتلت شيرين أبو عاقلة وهي التي ارتكبت قبل أعوام مجزرة دير ياسين وكفر قاسم ، كل ذلك يحدث ببساطة لأن هناك مؤسسة عنصرية نازية إرهابية حاكمة ، قررت أن النائب العام العسكري في هذه الدولة لديه سلطة التشريع والقضاء والتنفيذ لحماية مجموعة القتلة ودعمهم في المزيد من عمليات القتل والحفاظ على معنوياتهم .

القاتل والرصاص واحد مهما اختلفت الاسماء والتواريخ ، والضحية المسفوك دمها واحدة مهما تغيرت الاسماء بين شيرين او ايمان ، مصطفى ورعد ومحمد والقائمة تطول لأسماء مختلفة لذات الضحية التي لا تزال تنتظر موقفا واحدا وحدويا من قيادتها وفصائلها قبل أن تصبح مجرد خبر في قائمة الضحايا .