نشر بتاريخ: 2022/06/05 ( آخر تحديث: 2022/06/05 الساعة: 15:43 )
توفيق أبو خوصة

راديو الشباب  

في الذكرى أل 55 للهزيمة ( النكسة ) في الخامس من حزيران الأسود 1967 ،،، التي شكلت نكبة ثانية على شعبنا و الأمة العربية عموما في حينه وماتزال آثارها و إرتداداتها الممتدة ماثلة أمامنا ،،، ماذا كان رد حركة فتح على الهزيمة ،،، جاء القرار سريعا بأن الأنظمة والجيوش العربية هي التي هزمت ولكن روح الثورة باقية ،،، كان قرار فتح المبادرة في الهجوم و رفض الهزيمة ، وجاءت الخطوة الثورية بخوض المعركة و نقلها إلى الداخل الفلسطيني بإرسال الدورية الفدائية الأولى للأرض المحتلة وكان على رأسها الزعيم الراحل أبو عمار و الأخوة أبو علي شاهين و عبد الحميد القدسي وثلة من طلائع  الفتح ( أبو علي المدني – عبد الإله الأتيرة – محمود أبو راشد – ممدوح صيدم – مازن أبو غزالة – عبد الله السوري – محمد على عمران – عمر أبو ليلى - منصور أبو دامس ) ،،، وكانت المهمة الرئيسية لهم بناء القواعد الإرتكازية للثورة في الأرض المحتلة و التحضير لإطلاق شرارة العمل الفدائي في الأرض المحتلة و إشعالها تحت أقدام المحتلين بإعتبارها ساحة الفعل و الإشتباك الرئيسية .

أين فتح اليوم مما كان بل أيضا مما هو كائن و ما سيكون ،،، رغم الكم الهائل من التضحيات و العطاء الثوري المتواصل ،،، وقد جرت في النهر مياه كثيرة ،،، كما مرت الحركة بمحطات مفصلية فارقة ،،، و سال شلال من الدماء الطاهرة على درب الثورة ،،، نرى هذه الحركة العظيمة وطالها ما طالها من الإستهداف المستمر خصوصا بعد رحيل الزعيم الخالد أبو عمار فهي ما تزال تتمسك بدورها الطلائعي في ساحة الفعل النضالي ،،، و الفضل يعود لقواعدها التنظيمية و مناضليها الأحرار و جماهيرها التي أخذت على عاتقها أن تحمي الفكرة الثورية و ديمومتها في إطارها الوطني المعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني  ،،، لسبب بسيط أن فتح أصبحت بلا قيادة ،،، وأن الحركة تم إختطاف رأسها و قرارها و مقدراتها ولم تعد تمثل تلك الجماهير الفتحاوية المؤمنة بفكرة الثورة و صوابية منطلقاتها الكفاحية على الصعيد الوطني ،،، في زمن مضى كانت القيادة تتقدم الصفوف و طلائع الفعل النضالي في الميدان ،،، أما اليوم فهي تختفي خلف أسوار المقاطعة المعزولة و تبحث عن الإمتيازات و المصالح الشخصية ولا تترك فعلا يساهم في إضعاف الحركة و تدميرها ذاتيا عبر شرذمتها و إقصاء كل صوت حر شريف فيها ،،، نعم القيادة الحالية باتت تشكل عبئا ثقيلا على ماضي وحاضر و مستقبل الحركة ،،، إن فتح بحاجة ماسة و أولوية لقيادة على مستوى التحديات التي تتصاعد يوميا ،،، قيادة تقدم النموذج الفتحاوي الحقيقي تقول لقواعدها التنظيمية و الجماهيرية المقاتلة ( إتبعني ) و تكون في مقدمة الفعل الثوري كما حصل بعد النكبة الثانية 1967 ،،، تعيد لهذه الحركة عنفوانها الثوري و روحها الكفاحية على قاعدة التمسك بالثوابت و الأهداف الإستراتيجية التي إنطلقت من أجلها ،،، فلسطين تستحق الأفضل ... لن تسقط الراية .