نشر بتاريخ: 2022/06/11 ( آخر تحديث: 2022/06/11 الساعة: 12:53 )
شريف الهركلي

راديو الشباب  

عاصفة قوية تهز العقول الواهية وتفجر منابع الفكر الإنساني وتطلق العنان لنا لنمارس العصف الفكري ونفكر في حلول لقضيانا العالقة السياسية والتنظيمية والاجتماعية والنفسية، أي في كافة القطاعات.

إن العصف الفكري هو التفكير الداخلي المفعم بالخيال لدى الإنسان أو مجموعة من والمبدعين يقوموا بعملية العصف بفكرهم حول قضية معينة ومن عصارة الفكر نترجمها على أرض الواقع بأفكار وأراء ومبادرات وحلول نوعية، ومن ثم تُقدم هذه الأفكار لقادة المجتمع والسياسيين.

ينقسم العصف الفكري لنوعين:

العصف الفكري الداخلي.

وهو الذي يمارسه الإنسان داخلياً في التخيل وكأنه يشاهد برومو وعيناه مطبقة، حيث يتخيل ويبنى قصور ويلونها، يتناقش مع نفسه ويحدث ذاته ويجرب ويحصد النتائج.

تطلق العجائز على هذه العملية (جنون) مش غلط الحديث مع النفس داخلياً، ولكن الخطر هو تجاوز الخطوط الحمراء في التفكير الذي يؤدي إلى اختلال الفكر واقترابه من الجنون.

يعتبر العصف الفكري الداخلية من أفضل العمليات الفكرية الإيجابية التي تعطينا القوة في طرح الحلول وإنهاء الأزمات ونجاح عملية التقويم والتصحيح وبناء حياتنا الخاصة.

العصف الفكري الجماعي

وهو مجموعة من المفكرين الذين يمتازون بثقافة عالية وخيال خصب يجتمعوا حول طاولة مستديرة ويلقوا وسطها قضية معينة، وهنا يبدأ العصف في التفكير العميق وطرح الحلول والبدائل وتجمع الأفكار وتدمج المتشابهة منها وفي النهاية نصل لسيل من التوصيات التي تذوب وتفكك القضية وتصل بها لحالة من الاستقرار والحلول.

نحن كشعب فلسطيني نعيش حالة من الترهل في نظامنا السياسي العقيم والتنظيمي المشلول الذي لا يستطيع النهوض بقضيته وتحقيق الحلم الذي بات مستحيل بسبب القيادات المرتزقة والتي ترسخ ثقافة حب الذات المبنية على فلسفة تحقيق المصالح الخاصة، ما سبق أدى لتفكك المجتمع ليتوه في كومة من الأزمات المؤرقة التي تعتبر ناقوس خطر يهدد حالة الاستقرار الشعبي ويدفن أحلامنا البسيطة.

نحن بحاجة للعصف الفكري لنرتب أوراقنا وبيتنا الفلسطيني، ونحتاج لعقول وطنية شبابية تفكر وتحاول وتدق كل جدران الخزانات، وتضرب على الطاولة وتصرخ بصوت عالي لا .. وألف لا لسياسة اللامبالاة والاهمال التي تُمارس ضد شعبنا، وتحييد طبقة الكتاب والشعراء والمفكرين لأن المرتزقة تهابهم وتخاف من قوة فكرهم وحضورهم، لذلك تمارس عليهم سياسة الإقصاء الذي يولد الملل وتنامي حالة العزوف والابتعاد عن ملعبهم السياسي.

يجب أن نتحرر ونفكر ونعصف بفكرنا لنكون معاً واقع جديد ومستقبل آمن.