نشر بتاريخ: 2022/08/02 ( آخر تحديث: 2022/08/02 الساعة: 15:51 )
معتز خليل

راديو الشباب  

يصل اليوم إلى قطاع غزة وفد أمني مصري، في إطار متابعة ملف الإعمار، والملف الاقتصادي.

وأشار عبد اللطيف القانوع المتحدث باسم حركة حماس أن “الهدف الرئيسي من الزيارة متابعة الملفات المشتركة مع الأشقاء المصريين، وعلى رأسها ملف الإعمار، والملف الاقتصادي”.

وعبّر القانوع عن تقدير حماس لـ”جهود الأشقاء بمصر في التخفيف من معاناة شعبنا، والمساهمة في حل عديد القضايا التي تساهم في تخفيف الحصار الإسرائيلي”.

والمعروف أن هناك وفود أمنية مصرية تزور القطاع بين الفينة والأخرى، من خلال معبري رفح جنوب القطاع، وبيت حانون شماله، للتوسط بين الفصائل والاحتلال لمنع أي تصعيد أمني، ولتثبيت التهدئة.

الزميل الصحافي اشرف أبو الهول المراسل السابق لصحيفة الاهرام في قطاع غزة قال منذ قليل عبر صفحته عبر فيس بوك أن هناك توترا شديدا علي حدود غزة بعد اعتقال جيش الاحتلال الشيخ بسام السعدي قائد حركة الجهاد في شمال الضفة واغلاق الطرق الرئيسية في مستوطنات غلاف القطاع خوفا من صواريخ المقاومة.

حديث أبو الهول في هذه التغريدة يشير إلى دقة الموقف السياسي الحاصل الآن على الساحة السياسية، خاصة وأن وضعنا في الاعتبار نقطة مركزية مهمة وهي أن مصر لا ترغب في أي تصعيد يحصل على الساحة، الأمر الذي يفسر سبب هذه الزيارة الآن وقيام مصر نظرا لتخوفها من التصعيد بإرسال وفد إلى قطاع غزة، في خطوة تؤكد على دقة المشهد سياسيا الآن.

اعتقادي الشخصي أن إلقاء القبض على الشيخ بسام السعدي قائد حركة الجهاد في الضفة الغربية وضع مصر وإسرائيل سويا في موقف محرج، خاصة وأن الحركة ونشطائها لن يصمتوا إزاء هذه الخطوة، والأهم من هذا أن هناك حديثا يشير إلى أن مصر تعهدت سياسيا وأمنيا بعدم المساس بالشيخ بسام السعدي لعدة أعتبارات سياسية، غير أن اعتقال إسرائيل له أثار جدالا ورغبة في الانتقام من عناصر حركة الجهاد الرافضين بالطبع لأي مساس للشيخ السعدي.

وصباح اليوم اعلن التليفزيون الإسرائيلي رسميا أن الشيخ السعدي بخير، بل ونشر التليفزيون صورا للشيخ عند إلقاء القبض عليه، الأمر الذي يؤكد أن هناك ترقبا، بل توجسا من إسرائيل لرد الفعل الفلسطيني بشأن ما يمكن أن يتم ردا على خطوة اعتقال الشيخ السعدي.

غير أن التطورات السياسية والاستراتيجية الحاصلة الان بين إسرائيل وجبهات المقاومة تؤكد أن الحاجة باتت ماسة ومصيرية لوضع أساس واتفاق واضح لتنظيم العلاقة بين الطرفين ، وهو ما تسعى إليه مصر الأن.

وبات من الضروري أن تكون هناك منظومة للعلاقات تمنع إسرائيل من التصعيد واعتقال قيادات المقاومة ، بصورة تضمن الاستقرار في المنطقة.

لا أحد يعرف تطورات الأمور غير أن تحركات المصريين السريعة في هذا الصدد تعكس دقة الموقف وشعور القاهرة بأن حركة الجهاد الإسلامي لن تصمت إزاء اعتقال قائدها بالضفة الغربية.

ومع فتح الجبهة الأن على مختلف الاحتمالات في اعتقادي أن إسرائيل مصابة بالقلق خاصة في ظل فتح أكثر من جبهة عسكرية مع الفلسطينيين لاعتقال بعض من قياداتها ، بداية من محاولات إلقاء القبض على القيادي إبراهيم النابلسي أخيرا وما أسفرت عنه محاولة إلقاء القبض عليه من استشهاد ناشطين فلسطينيين ، فضلا عما جرى بالأمس في غزة من إصابات واعتقالات وقتل بسبب قيام الجيش الإسرائيلي باعتقال بسام السعدي.

وايا كان الأمر ندعو الله جميعا ونتمنى الهدوء في ظل هذا الجنون التصعيدي من إسرائيل الذي لا ينتهي.