نشر بتاريخ: 2022/08/18 ( آخر تحديث: 2022/08/18 الساعة: 15:32 )

راديو الشباب  

يزور وفد من وزارة الدفاع الفيتنامية "إسرائيل"، الشهر المقبل، بهدف دفع صفقة أسلحة ستشتري فيتنام بموجبها ثلاثة منظومة دفاع جوي لصواريخ "باراك 8"، بمبلغ نصف مليار دولار، وفق ما ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس.

ووفقا للصحيفة، فإن هذه الصفقة تعكر العلاقات بين شركتين حكوميتين إسرائيليين، هما "رفائيل" (سلطة تطوير الأسلحة) والصناعات الجوية. ففي العام 2015، اشترت فيتنام منظومات دفاعية من طراز "سبايدر" من صنع "رفائيل"، بمبلغ 600 مليون دولار.

وأجرت "رفائيل"، مؤخرا، اتصالات مع سلاح الجو الفيتنامي بهدف بيعه ثلاث منظومات "سبايدر" أخرى، لكن فيتنام لم تكن راضية من أداء "رفائيل" وقررت شراء منظومة "باراك 8" من الصناعات الجوية الإسرائيلية، وفقا للصحيفة.

وتتنافس الصناعات الجوية و"رفائيل" في بيع الصواريخ، فيما تتنافس هاتان الشركتان وشركة "إلبيت" على بيع طائرات من دون طيار. وأفادت الصحيفة بأنه في الماضي نفذت شركة حملة تشويه سمعة ضد شركة أخرى منافسة في الدولة التي أرادتا بيع أسلحة إليها، ما أدى إلى عدم إبرام صفقات.

و"باراك 8" هي منظومة دفاع مضادة للطائرات والمروحيات والطائرات من دون طيار وصواريخ كروز موجهة عن بعد وصواريخ مضادة للسفن. وبالإمكان نصب هذه المنظومة في البر وعلى متن سفينة. وجرى تطوير هذه المنظومة بالشراكة مع الهند. وبعد ذلك جرى إبرام أكبر صفقة أسلحة بين إسرائيل والهند بمبلغ 1.6 مليار دولار، عام 2017.

وخلال زيارة الوفد الفيتنامي، برئاسة نائب قائد سلاح الجو وقائد شعبة المضادات الجوية، يتوقع عقد لقاءات مع قائد سلاح الجو "الإسرائيلي" وقائد شعبة المضادات ومسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الأمن "الإسرائيلية".

وأشارت الصحيفة إلى أن فيتنام، التي يبلغ عدد سكانها قرابة 100 مليون نسمة، أصبحت في الـ15 عاما الأخيرة إحدى أهم الأسواق للصناعات الأمنية الإسرائيلية. وترفض وزارة الأمن "الإسرائيلية" الإفصاح عن معطيات بشأن حجم صفقات الأسلحة مع الدول، وتفصح عن صفقات على مستوى القارات فقط.

رغم ذلك، نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن "إسرائيل" وقعت على صفقات مع فيتنام بمبلغ 1.5 مليار دولار.

وزار رئيس الحكومة "الإسرائيلية" الأسبق، إيهود باراك، العاصمة الفيتنامية هانوي، الأسبوع الجاري، حيث ألقى محاضرة والتقى قادة فيتناميين.

ونقلت الصحيفة عن باراك قوله إنه "دُعيت بناء على طلبهم من أجل إشراكهم في أفكار حول كيفية الاستعداد لعصر الذكاء الاصطناعي والدراسة العميقة، وكيفية تشجيع الدخول إلى التكنولوجيا الرفيعة والابتكارات".

ووقعت "إسرائيل" وفيتنام، في العام 2011، على اتفاق يقضي بالحفاظ على سرية العلاقات الأمنية بينهما، الأمر الذي سرّع تطور هذه العلاقات. وأوفد الجيش "الإسرائيلي" ووزارة الأمن مندوبي مبيعات أسلحة، الذين عملوا من سفارة إسرائيل في هانوي. وفي موازاة ذلك، زار "إسرائيل" وزراء وجنرالات وقياديين في الحزب الشيوعي الفيتنامي.

وحسب الصحيفة، فإن فيتنام تسعى إلى إقامة علاقات مع "إسرائيل" والتزود بأسلحتها على خلفية "التخوف الإستراتيجي" من جارتها الصين. وتسعى الصناعات الجوية الإسرائيلية إلى بيع فيتنام قمرا اصطناعيا. وزار وفد برئاسة مدير دائرة الفضاء في الصناعات الجوية الإسرائيلية فيتنام. ولم يتم إبرام الصفقة حتى الآن بسبب سعرها المرتفع، بمبلغ يزيد عن نصف مليار دولار، وبسبب منافسة شركة "تاليس" الفرنسية.

ومانع آخر لهذه الصفقة هو إصدار السلطات في فيتنام أمر اعتقال ضد وكيلة الصناعات الأمنية الإسرائيلية، نجويان تي تاهن نان، قبل أربعة أشهر بشبهة ارتكابها مخالفات فساد واحتيال ودفع رشاوي لوزراء وموظفين فيتناميين كبار. ونان مقربة من وزير الدفاع والرئيس ومسؤولين فيتناميين آخرين. لكن مصدرا إسرائيليا يعرف نان شخصيا قال للصحيفة إنها لم تعتقل وهي متواجدة خارج فيتنام وأنها لا تعتزم العودة إلى حين إلغاء أمر الاعتقال والشبهات ضدها.