نشر بتاريخ: 2022/09/13 ( آخر تحديث: 2022/09/13 الساعة: 11:43 )

راديو الشباب  

يوافق، يوم الإثنين، 12 سبتمبر/ أيلول 2022، الذكرى الـ17 لانسحاب آخر جندي إسرائيلي عن قطاع غزة.

وانسحب الاحتلال بجنوده ومستوطنيه من القطاع بفعل الضغط الذي مارسته المقاومة، ولاسيما بعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وما عُرف بحرب الأنفاق التي استهدفت خلال السنتين اللتين سبقتا الانسحاب، مواقع حصينة للجيش داخل القطاع.

ورفعت عمليات المقاومة الكلفة الأمنية على حكومة الاحتلال، ودفعها للانسحاب تحت مُسمى خطة "فك الارتباط" التي أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي أرئيل شارون.

وفي منتصف أغسطس/ آب 2005، بدأت "إسرائيل" بإخلاء مستوطناتها من قطاع غزة، في حدث تاريخي، إذ لم يسبق أن أخلت أرضًا تستولي عليها منذ احتلالها فلسطين التاريخية عام 1948.

واحتلت "إسرائيل" قطاع غزة عام 1967، وظلت مسؤولة عن إدارته حتى مجيء السلطة الفلسطينية عام 1994، فأسندته للسلطة، فيما أبقت على قواتها في مجمعات ومستوطنات مركزية داخل القطاع، كان يسكن فيها نحو ثمانية آلاف مستوطن.

واندحر الاحتلال من 21 مستوطنة كانت تحتل 35,910 دونمًا من مساحة قطاع غزة، الذي لا تتعدى مساحته نحو 360 كيلومترًا مربعًا.

وكان تجمع "غوش قطيف" وحده يضم 15 مستوطنة، يعيش فيه نحو خمسة آلاف مستوطن.

وأقيمت أول مستوطنة في قطاع غزة وهي "نیتسر حازاني" عام 1976، فيما أُنشأت آخر ثلاث مستوطنات صغيرة عام 2001 بعد اندلاع انتفاضة الأقصى.

وما أن بدأت عملية الانسحاب حتى أخذ جنود الاحتلال والمستوطنون يهدمون مستوطناتهم ويفجرونها، كي لا يتركوا وراءهم غنائم أو مبان صالحة للسكن، وتم تدمير 2000 منزل و26 كنيسًا.

وشملت خطة الانسحاب أيضًا 4 مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وهي: "جانيم، كديم، حومش وسانور".

وبعد الانسحاب، خرج آلاف الفلسطينيين في ذلك الوقت ابتهاجًا، بعد 38 عامًا من احتلال الشريط الساحلي الصغير.

وبحسب مراقبين؛ شكّل الانسحاب عن القطاع نقطة تحول كبيرة في تطور أداء المقاومة وسلاحها، واتساع معركتها مع الاحتلال.

ورغم مرور سنوات على الانسحاب، إلا أن ممارسات الاحتلال العدوانية ما زالت مستمرة بحق القطاع وسكانه، من خلال فرض الحصار الذي أدى لانهيار العديد من القطاعات، ومواصلة اعتداءاته بأشكال مختلفة، فاقمت من معاناة أبناء القطاع.

وبهذا الصدد يقول الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، عماد محسن، أن الاحتلال انسحب من المستوطنات الجاثمة على أراضي قطاع غزة، ولكنه لم يتخلى عن قطاع غزة فقواته تتوغل بشكل متواصل داخل القطاع وزوارقه تحاصر وتمنع الصيادين، وجيشه يحاصر القطاع ويتحكم بالمعابر ويسيطر على كل ما يدخل أو يخرج من القطاع.

وقال إن "الاحتلال رفض التنسيق مع السلطة بشأن مغادرته وانسحابه لقطاع غزة وهو كان يريد إحداث فوضى في الأراضي المحررة،  وانقسامنا الفلسطيني السياسي جعل كل عشيرة مسلحة ومجموعة مسلحة تعتقد أنها صاحبة حق على هذه الأراضي المحررة وكذلك المواطنين الذين اقتلعو الاأخضر واليابس وعادوا بها إلى بيوتهم".

وأكمل "للأسف الشديد نحن نمضغ الماء منذ سنوات طويلة ولم يبقى شيئ لنفاوض عليه، والمطلوب الآن انسحاب الاحتلال على حدود الرابع من حزيران 1967 ليتمكن شعبنا الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية".

ويؤكد محسن أن مقاومة شعبنا الحرة لعبت دورأ أساسيا في إجبار المحتل على تغيير اتجاهاته وسياساته تجاه كل الأرض المحتلة.

خلاف إسرائيلي

وتباينت آراء قادة الانسحاب الإسرائيلي من تلك العملية المعقدة، ما بين مؤيد حتى اليوم ومعارض لانعدام الجدوى وتحول القطاع إلى "برميل بارود كبير".

وجاء في مقابلات سابقة مع عدد من قادة الاحتلال، أنّ رئيس حكومة الاحتلال آنذاك "آريئيل شارون" استفرد بقرار الانسحاب، وكان مصرًا عليه على الرغم من كونه أحد عرّابي المشروع الاستيطاني إبان الاحتلال عام 1967م.

وادّعى قائد أركان جيش الاحتلال في حينها موشي يعلون أنّه عارض الانسحاب من غزة، لكنّه لم يكن قادرًا على التعبير عن رأيه "كونه لم يكن جزءًا من متخذي القرار، الذي استفردت به الجهة التنفيذية".

من جانبه، قال رئيس جهاز "الشاباك" في حينه آفي ديختر إنّ تحفظه الوحيد على الانسحاب من قطاع غزة كان إخلاء محور "فيلادلفيا" (صلاح الدين) على الحدود الفاصلة بين غزة ومصر.

وقال: "هذه المنطقة بمثابة الروح لمسلحي القطاع، إلا أن ثمن البقاء هناك كبير؛ إذ كان لمشاهد الجنود، وهم يبحثون عن أشلاء رفاقهم على الحدود مع سيناء بعد تفجير ناقلة الجند ومقتل 6 من عناصرها، بالغ الأثر في قرار الانسحاب".