نشر بتاريخ: 2022/10/09 ( آخر تحديث: 2022/10/09 الساعة: 18:50 )
إياد كريرة

راديو الشباب  

يعاني الصحفيين في فلسطين من تضييق في أداء عملهم المهني من الاحتلال، أما الصحفيين الفلسطينيين يواجهون إنتهاكات يومية بحقهم من إحتلال لا يفهم إلا لغة الإجرام ويهوى إرتكاب المجازر اليومية بحق شعبنا الفلسطيني ويسعى لتزوير الحقيقة، كما أن الإحتلال وبقوة نفوذه وداعميه يعمل على طمس المحتوى الرقمي الفلسطيني على مواقع التواصل الإجتماعي وحذف حسابات وحظر و منع نشر لكل من الموسسات الإعلامية والنشطاء وحجب الرواية الفلسطينية.

إغتيال الحقيقة ومحاربتها ميدانياً.

ما حصل في جنين بالأمس من حصار لعدد من الصحفيين الفلسطينيين أثناء عملهم في تغطية إقتحام الإحتلال لمخيم جنين، ومنعهم من نقل الحقيقة بتوجيه قناصات الإحتلال عليهم وإطلاق النار، هذا المشهد هو ضمن مسلسل يومي يمارسه الإحتلال لتزوير الحقيقة وقتل متعمد للصحافة الفلسطينية حيث إغتال قبل أشهر قليلة وفي غضون أيام الإعلاميتين الفلسطينيتين الشهيدة شيرين أبو عاقلة في مخيم جنين و الشهيدة غفران وراسنة في مخيم العروب بمدينة الخليل كما قامت قوات الاحتلال بالإعتداء على موكب الجنازتين في إنتهاك واضح وموثق للقوانين الدولية لحماية الصحفيين، كما إغتالت الناشط الإعلامي الشاب محمد سباعة أثناء تغطيته لإقتحام قوات الإحتلال لمدينة جنين ومخيمها، حيث إغتالته أثناء فتحه بث مباشر يشاهده أكثر من 15 ألف مشاهد على حسابه الشخصي عبر منصة تيك توك.

إشتدت الحرب من قبل قوات الإحتلال على الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في النصف الثاني من العام الحالي ضمن حربها المسعورة على شعبنا الفلسطيني وخاصة في القدس المحتلة والضفة الغربية المحتلة، ففي كل يوم يمر تنتهك فيه قوات الإحتلال القوانين الدولية لحماية الصحفيين وتمثلت في الإعتقال والإستهداف المباشر والمنع من التغطية وتكسير معدات والمنع من التنقل، كما أنها تعتقل 21 صحفي فلسطيني في سجونها ويتعرضون للتتعذيب والقسوة وتمنعهم من الزيارات والأدوية، وفي العام الحالي إنتهكت دولة الإحتلال أكثر من 700 إنتهاك بحق الصحفيين الفلسطينيين منها 110 حالة إعتقال وحجز حرية وإستدعاء، ومنعت أكثر من 11 صحفي من السفر والتنقل وصادرت معداتهم، وعرضت 11 صحفي على محكمة الإحتلال، وأكثر من 200 إنتهاك بعرقلة ومنع الصحفيين من أداء عملهم المهني و150 حالة إصابة لصحفيين نتيجة إعتداء جسدي من الإحتلال ومستوطنيه أو إطلاق النار مباشرة، كما و قامت بمداهمة أكثر من 50 منزل ومقر لمؤسسات إعلامية وصحفيين ودمرت 10 مكاتب في العدوان الأخير على قطاع غزة.

يعتبر الصحفي من أصحاب مهنة نبيلة، فهو شاهد الحقبة ومؤرخ اللحظة، ويتعرض للمخاطر أثناء قيامه بعمله، لذلك تکفل معظم القوانين الحماية للصحفيين من منطلق حماية حرية الرأى والتعبير، حيث إن حرية الصحافة هى جزء لا يتجزأ من حرية الرأى والتعبير التي هى حق من حقوق الإنسان کفلتها المواثيق الدولية، فضلا ًعن دساتير دول العالم.

ولكن عندما تكون الإنتهاكات من قبل دولة الإحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين يغض العالم النظر عنهم رغم أن ما تمارسه دولة الإحتلال بحق الصحفيين دوماً ما يكون مؤثق بالأدلة وأبرزها إغتيال شيرين أبو عاقلة حيث اعترف الاحتلال بجريمته بعد ضغوط دولية كونها تحمل الجنسيتين الفلسطينية والأمريكية حيث إكتفت أميركا بالإدانة ولم ولن تحدث محاكمة لهذا الإحتلال الذي أيضا يرتكب مجازر يومية بحق شعبنا الفلسطيني أمام العالم الصامت وعلى مرأى ومسمع السلطة الفلسطينية ودبلوماسيها التي ترفض التحرك والضغط على المجتمع الدولي لإجبار الإحتلال على الإلتزام بالقرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 2222 الخاص بحماية الصحفيين، وإحترام القانون الدولي الإنساني ووقف إعتدائاتها المتعمدة بحق الصحفيين الفىسطينيين.

الحرب الرقمية على المحتوى الفلسطيني.

مع تصاعد عنف قوات الإحتلال تشتد المعركة إيضا عبر الإنترنت ليواجه الفلسطيني حرباً من نوع آخر ضد المحتوى الرقمي، حيث تخضع المنصات الإلكترونية لرقابة ضمن معايير يضعها الإحتلال ليصبح الضحية وهو الجلاد، فيما تعمل المؤسسات الإعلامية الفلسطينية والنشطاء على مواجهتهم ونشر الرواية الحقيقية لجرائم الإحتلال وإيصال الصوت الفلسطيني إلى العالم، بالإضافة لقيام المواطن الفلسطيني في الداخل واللاجئ في الشتات بنقل الأحداث من إنتهاكات وإعتداءات بالاعتقال أو الضرب أو حتى الاغتيالات المباشرة للشهداء والمرابطين، كما لا يتوانى أي فلسطيني عن نشر صور الشهداء والأسرى والجرحى عبر جميع المنصات الإلكترونية لنشر المحتوى الفلسطيني والرواية الحقيقة على الصعيد العالمي.

تعمل المنصات الرقمية على مساندة الإحتلال والتمييز العنصري وتبني رواية الإحتلال المزعومة ‏لتمارس حربها ضد المحتوى الفلسطيني وحجب الحقيقة وإخفاء جرائم الإحتلال، حيث يمنح قانون “فيسبوك” النيابة العامة الإسرائيلية صلاحيات واسعة لحذف مضامين منشورة في شبكات ‎التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، وتعد فيسبوك المنصة الأعلى ارتكابًا للانتهاكات ضد المحتوى الفلسطيني فحذف في سبتمبر الفائت 93 حساب على منصتها حذفاً نهائياً وضمنهم حسابات قناة الكوفية الفضائية وراديو الشباب الأكثر متابعة ومصداقية فلسطينياً وعربياً، كما قامت بتقييد العشرات من الحسابات على منصاتها بمنع وصول المحتوى للمشاهدين والأصدقاء، وتعد شركة “ميتا” الأكثر إنحيازاً للاحتلال بمحاربة المحتوى الفلسطيني وحذف وحظر الحسابات الفلسطينية عبر تطبيقاتها فيسبوك,واتساب,إنستغرام تليها منصة تيك توك ثم يوتيوب وتويتر وكلوب هاوس.

لا تزال الانتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني مستمرة لكل من ينشر بكلمات متعلقة بالقضية الفلسطينية بهدف تكميم أفواهم إلا أن الفلسطيني أثبت إصرارة على نشر الحقيقة وعبر جميع المنصات رغم كل ما يتعرض له ألا أنه أبدع في تحدي سياستهم العنصرية وإبتكار أساليب ومصطلحات وطرق جديدة لإيصال الحقيقة إلى كل أحرار العالم.