نشر بتاريخ: 2022/11/18 ( آخر تحديث: 2022/11/18 الساعة: 22:54 )
عمار البشيتي

راديو الشباب  

"أنفاساً حُبست لنحو ساعة وأكثر"، أطفال وشبان تجمعوا صباح اليوم، أمام المنزل ينظرون إلى المبنى المحترق والذاكرة تأخذهم لمشهد الجثث التي تم انتشالها من الشقة المحترقة يصفون المشهد ب"القاسٍ جدا"،"لايتوقع أحداً منهم أن تغيب تلك المشاهد عن ذاكرتهم مدى الحياة".

يقول أحدهم "كنا نعد الجثث التي تُخرجها طواقم الدفاع المدني والإسعاف من الشقة واحدة تلو الأخرى، وفي كل مرة نتمنى أن تكون الأخيرة"،

لكن "الصدمة كانت كبيرة بعدم خروج أي شخص حي من المنزل، الكل كان جثثا متفحمة".

 21 شخصا، بينهم أطفال ونساء، لقوا مصرعهم، مساء أمس الخميس، في حريق اندلع في بناية سكنية في مخيم جباليا شمالي القطاع،  ومع تعدد الروايات حول أسباب الحريق، لكن التحقيقات الأولية وفق ما أشارت الداخلية بغزة تكشف عن كميات كبيرة من البنزين مخزنة داخل المنزل، ما أدى لاندلاع الحريق "بشكل هائل".

ضحايا هذا الحريق هم: الدكتور صبحي أبو ريا، مدير العلاج الطبيعي في وكالة الغوث، وزوجته المحامية يسرى أبو ريا (أم ماهر). المهندس ماهر أبو ريا، مدير مكتب الحكم المحلي، وزوجته الأستاذة أريج رفيق أبو ريا (أم عبد الله) وأولادهما. الدكتور الصيدلي نادر أبو ريا، وزوجته الأستاذة روز أبو ريا (أم كرم) وأولادهما. الأستاذة فدوة صبحي أبو ريا، وابنتها. سارة صبحي أبو ريا. الأستاذة فاتن صبحي أبو ريا وأطفالها معتز ومحمد وجاد الله. رهف محمد جاد الله. بتول محمد جاد الله.

"وَقُعها كان صادما"

"كل من في المنزل ماتوا، ولم يبق أحد"... عبارة رددها مسؤولون في غزة، علّقوا على الحادث ليلة أمس، وَقُعها كان صادما على الجميع، ولا سيّما أهالي المنطقة التي تقطنها عائلة أبو ريا.

يقول أحد سكان المنطقة إن "الحريق نشب في منزل العائلة قرابة الساعة 6:30 مساء الخميس، وبدأت النيران تنبعث من داخل الشقة التي تقع بالطابق الثالث".

ويضيف: "هبّ الجيران والشبان بسرعة لنجدة الأهالي، لكنّ أبواب العمارة كانت مقفلة، فحاول الجميع بقوة كسر الباب، لكنّ المحاولات باءت بالفشل"، بحسب.

ويُكمل حديثه "اضطر بعض الشبان لتسلّق جدران المنزل ووصلوا للطابق الأول، ودخلوه من إحدى النوافذ، ثم بعد ذلك فتحوا الأبواب وهبّوا لإنقاذ الموجودين بالشقة المحترقة، لكنّهم واجهوا صعوبة بفتح الباب، وفي ذلك الوقت كانت قوات الدفاع المدني قد وصلت للمكان".

وتابع خلال سرد شهادته: "تولى رجال الدفاع المدني والشرطة مهمة الإنقاذ وتمكنوا من الدخول إلى الشقة، لكنّ الجميع كانوا قد فارقوا الحياة، داخل صالة المنزل".

ونقل شهود عيان عن بعض أفراد العائلة الذين تواجدوا خارج المنزل قولهم، إن "العائلة كانت قد تجمعت داخل المنزل لأجل الاحتفال بعودة أحد أبنائها من الخارج بعد حصوله على درجة الدكتوراه".

ويروي أحد الجيران أن "أصعب المشاهد في الحريق، كانت تلك التي راقبوا فيها أكثر من شخص ناحية النافذة، يحاولون طلب النجدة ويصرخون بأصوات عالية".

وأردف قائلاً: "أصوات الأطفال التي تعالت تطالب بالنجدة والإنقاذ، كانت صعبة جدا على كل من تواجد بالمكان.

الحزن يخيم على فلسطين

عشرات المواطنين من كافة مناطق شمال قطاع غزة، وصلوا مع ساعات فجر اليوم الجمعة لتفقد مكان الحادث الأليم، الذي وصفوه بأنه "الأصعب" خلال السنوات الماضية.

وبدت علامات صدمة وألم على وجوه الجميع، وتأمُّل استمرّ لدقائق في تلك الشقة السكنية التي شهدت الفاجعة.

العائلة تناشد

العائلة المكلومة أصدرت، بيانا جاء فيه: "إننا نناشد كل العالم وخاصة الدول العربية ودول الخليج العربي والدول الإسلامية، بالوقوف معنا في هذا المصاب الجلل، ورفع الحصار الإجرامي عن قطاع غزة، الذي يستمر منذ 16 سنة متواصلة على شعبنا بدون وجه حق، والعمل العاجل لإدخال كافة الأدوات والإمكانيات إلى طواقم الدفاع المدني وإلى كل الأجهزة الخدماتية في غزة، وذلك لضمان عدم تكرار هذا الحادث الأليم، والذي تكرر في حالات مشابهة مثل العائلات التي قضت وتوفيت بالكامل نتيجة احتراقها من الشموع، والتي كانت تبحث هي الأخرى عن إنارة وكهرباء في ظل انقطاع التيار الكهربائي".

 

جنازة مهيبة

 وشارك الآلاف في قطاع غزة، اليوم، في تشييع جثامين ضحايا الحريق.

وانطلق موكب التشييع بعد صلاة الجمعة من مسجد "الخلفاء الراشدين" بمخيم جباليا، بمشاركة شخصيات حكومية وفصائلية ومجتمعية وحشد كبير من المواطنين.

وأدى المشيّعون صلاة الجنازة، ليتمّ بعدها مواراة الجثامين الثرى بمقبرة الشهداء في بلدة بيت لاهيا وسط حالة من الحزن والصدمة جراء هذه الفاجعة.

وفي الضفة الغربية والقدس المحتلتين، أدى المصلون في المسجد الأقصى وعدد من مساجد الضفة صلاة الغائب على أرواح الضحايا.

ونعت إدارة راديو الشباب باسمها وباسم طاقم الإذاعة، شهداء الحريق المفجع،  وتقدمت بخالص التعازي والمواساة من عائلة أبو ريا وكافة العوائل التي فقدت أبناءها وبناتها جراء هذا الحادث.

 

 

كما حمّلت فصائل فلسطينية "الاحتلال المسؤولية من جراء استمرار الحصار على قطاع غزة ونقص الإمكانيات اللازمة للجهات المختصة (الدفاع المدني والطواقم الطبية)".

فيما عم الحداد هذا اليوم الجمعة ونكست الأعلام على مقرات الدولة حداد وحزنا على شهداء حريق المبنى في مخيم جباليا بقطاع غزة.

داخلية غزة تكشف آخر تطورات حريق جباليا

الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة اياد البزم أكد أن وزارته شكلت لجنة تحقيق خاصة للوقوف على أسباب وملابسة الحريق الذي وقع في شقة سكنية بجباليا شمال قطاع غزة، و الذي راح ضحيته 21 مواطناً.

و أوضح البزم في تصريحه الأخير وفق ما يرصده لكم راديو الشباب بأن "فرق المباحث والأدلة الجنائية والدفاع المدني تعمل للوصول إلى التفاصيل كافة، مشيراً الى أن التحقيق بشأن الحريق لا يزال متواصلا، و سيتم الإعلان عن نتائج التحقيق لشعبنا الفلسطيني.

وقال :" التحقيق يضع أمامه جميع الفرضيات وكل الاحتمالات موجودة على طاولة الجهات المختصة، ولا نستثني أي فرضية، وكل جوانب هذه الحادثة هي قيد التحقيق.

وأضاف البزم:" تمت معاينة مسرح الحادث، وجمع الأدلة والاستماع لإفادات الشهود، واستخدام كل الوسائل المتوفرة لدي الداخلية للوصول لتفاصيل الحادثة كافة.

وتابع الناطق باسم الداخلية: "منذ اللحظة الأولى لوقوع الحادث قمنا بإصدار التصريحات والبيانات الإعلامية بشأنه، حرصاً على وضع المواطن في صورة ما يجري بشكل دقيق، ولقطع الطريق على الشائعات والتأويل.

ودعا وسائل الإعلام والنشطاء إلى انتظار نتائج التحقيق، كما دعا المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية والتوقف عن تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة التي يحاول البعض من ورائها إرباك الساحة الداخلية.