نشر بتاريخ: 2023/01/04 ( آخر تحديث: 2023/01/04 الساعة: 11:24 )

راديو الشباب  

على أحر من الجمر تنتظر عائلة الأسير كريم يونس (66 عامًا)، قرار ًا يقضي بالإفراج عنه، وذلك يوم غدًا الخامس من يناير 2023؛ لتضرب موعدا مع الحرية وإنهاء 4 عقود من الانتظار للحظة تحرر نجلها عميد الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.

ويقبع الأسير يونس في سجن "هداريم"، إذ اعتقل في الـ23 من العمر بزعم اختطاف وقتل جندي إسرائيلي والانتماء لحركة فتح والانخراط بالمقاومة المسلحة.

من هو كريم يونس؟

ولد الأسير كريم يونس في الـ23 من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1958م، في بلدة عارة في الأراضي المحتلة عام 1948م، وهو الابن الأكبر لعائلته، وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلته في السادس من كانون الثاني/ يناير عام 1983م، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد، وجرى تحديد المؤبد له لاحقًا لمدة (40) عامًا. 

 وفي عام 2013م وفي ذكرى اعتقاله الـ30 توفي والده، واستمرت والدته في زيارته رغم مرضها وكبر سنها، إلى أن توفيت في شهر أيار الماضي قبل ثمانية أشهر من الإفراج عنه.

والأسير يونس هو واحد من بين 25 أسيرًا تواصل سلطات الاحتلال اعتقالهم منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو، حيث رفضت سلطات الاحتلال، وعلى مدار عقود أن تفرج عنهم، رغم مرور العديد من صفقات التبادل، والإفراجات وكان آخرها عام 2014، حيث كان من المقرر أن تفرج سلطات الاحتلال عن الدفعة الرابعة من القدامى، إلا أنها تنكرت للاتفاق الذي تم في حينه في إطار مسار المفاوضات.
 

رسالته الأخيرة من الزنزانة؟


من سجن "هداريم" أرسل "كريم" رسالة إلى شعبه قبيل تحرره بساعات يقول فيها: "ها أنا أوشك أن أغادر زنزانتي المظلمة، التي تعلمتُ فيها ألا أخشى الظلام، وفيها تعلمتُ ألا أشعرَ بالغربة أو بالوحدة، لأنني بين إخوتي إخوة القيد والمعاناة، إخوة جمعنا قسمٌ واحد وعهدٌ واحد.


وتابع: "أغادر زنزانتي، ولطالما تمنيتُ أن أغادرها منتزعًا حريتي برفقةِ إخوة الدّرب، ورفاق النّضال، متخيلًا استقبالا يعبر عن نصرٍ وإنجازٍ كبير، لكني أجد نفسي غير راغب، أحاول أن أتجنب آلام الفراق، ومعاناة لحظات الوداع لإخوةٍ ظننتُ أني سأكمل العمرَ بصحبتهم، وهم حتمًا ثوابت في حياتي كالجبال، وكلما اقتربت ساعة خروجي أشعر بالخيبةِ وبالعجزِ، خصوصًا حين أنظر في عيون أحدهم وبعضهم قد تجاوز الثلاثة عقود.


وأضاف في رسالته: "سأترك زنزانتي، وأغادر لكن روحي باقيةٌ مع القابضينَ على الجمرِ المحافظين على جذوةِ النضال الفلسطيني برمته، مع الذين لم ولن ينكسروا، لكن سنواتِ أعمارهم تنزلق من تحتهم، ومن فوقهم، ومن أمامهم، ومن خلفهم، وهم لا زالوا يطمحون بأن يروا شمس الحرّيّة لما تبقى من أعمارهم، وقبل أن تصاب رغبتهم بالحياة بالتكلف والانحدار".

وقال: "سأترك زنزانتي رافعًا قبعتي لجيل لا شك أنه لا يشبه جيلي، جيل من الشّباب الناشط والناشطات الذين يتصدرون المشهد، في السنوات الأخيرة، جيل من الواضح أنهم أقوى وأجرأ، وأشجع والأجدر لاستلام الراية، كيف لا وهم المطلعون على الحكاية والحافظون لكل الرواية، والحريصون على تنفيذ الوصايا، وصايا شعبنا المشتت المشرد، بانتزاع حقه بالعودة وتقرير المصير، فطوبى لهذا الجيل الصاعد رغم أجواء التهافت.


وتابع:"سأتركُ زنزانتي، بعد أيام قليلة، والرهبة تجتاحني باقتراب عالم لا يشبه عالمي، وها أنا أقترب من لحظةٍ لا بد لي فيها إلا أن أمر على قديم جروحي، وقديم ذكرياتي، لحظة أستطيع فيها أن أبتسم في وجه صورتي القديمة، دون أن أشعر بالندم، أو بالخذلان، ودون أن اضطر لأن أبرهنَ البديهيّ الذي عشتهُ، وعايشته على مدار أربعين عامًا، علني أستطيع أن أتأقلمَ مع مرآتي الجديدة، وأنا عائد لأنشد مع أبناء شعبي في كل مكان نشيد بلادي نشيد الفدائي…..نشيد العودة والتّحرير.

الكلمات الدلالية