نشر بتاريخ: 2023/05/14 ( آخر تحديث: 2023/05/14 الساعة: 23:03 )

راديو الشباب  – مجدي اسليم

هُنا غزة، حيث ترسل الحب و الأشواق بأزهار لا تكاد تتفتح إلا و يأتيها لهب من بين الغيوم، يخالط الطين بالبارود فتلفظ الأرض البارود و تعانق الليمون عناق الحبيب للمحبوب، فلا فراق بيننا ولا قبول بالعواذل في حبنا.

هذه حكاية العشق التي تمثلت في الجغرافيا الصغيرة المسماة بغزة حيث يزرع الأهالي ويُحرمون من الحصاد، و يبنون و يُحرمون من الأمان في بيوتهم، يرجون السلام من عدوٍ يغلف نفسه في "غيتو" و يمنع السلام من الدخولِ إليه.

 

جانب من المنزل المدمر تحيط به أشجار الليمون

 

هي حكاية يرويها أهالي حي بير النعجة في شمال غزة، بعد تعرض منزل يعود لعائلة نبهان لقصف لم يدمر المنزل فحسب، بل دمر معه بل دمر معه ذكريات قد رسمت و أحلام كانت ترسم، و فرحة عمر كانت قبل عصر يوم السبت 13 مايو / أيار 2023 عندما اتى اتصال الى حسام نبهان طالبا منه اخلاء المنزل تمهيدا لقصفه دون مراعاة الحالات الإنسانية التي يؤويها هذا المنزل.

راديو الشباب توجه إلى المنزل المدمر سائلا عن تفاصيل الحدث فأجاب حسام قائلا " اتصل علينا رقم معرفا عن نفسه أنه من جيش الاحتلال وقال أنه سيقصف البيت أخبرته أن البيت يسكنه أناس من ذوي الإعاقة ومن الصعب الوصول اليهم واخراجهم بوقت قصير، رفض الانتظار وقال معكم القليل من الوقت فساعدنا الجيران لاخراجهم وتم قصف البيت".

و أضاف نبهان أن 43 فردا يقطنون البيت المدمر مطالبا المنظمات الانسانية النظر بعين الرحمة لهم، و ختم حديثه متمتما " فقدنا كل ما نملك في هذا العدوان" .

فرح برسم الإعمار

أثر بعد عين يننظر علاء نبهان إلى منزله المكون من أربع طبقات فأصبح كومة من ركام ، نبهان عريس كان قد انهى تجهيزات منزله و كان حفل زفافه قد قاب قوسين أو أدنى بقلب محطم يقول " بعد تعبي على بيتي وشقتي التي تعبت عليها أربع سنوات كنت سأتزوج وأسكن بها، سأعود أبدأ من الصفر وأعود مرة أخرى لأعمر من جديد، بحثت تحت الركام كأني مجنون على ما كنت أملكه من مال وذهب لأكمل فرحتي لكنها أربع طوابق سقطت فوق بعضها أين سأجد شيئا مما فقدت " و بقلم مجروح محطم طأطأ رأسه و وكل أمره لله عز وجل .

 

العريس علاء نبهان كان قد جهز منزل الزوجية قبل تدميره

 

6 أفراد من ذوي الإعاقة

الحاجة نجاح نبهان التي فضلت الشهادة داخل منزلها على ان تغادر مكانا يؤويها و أبنائها و بناتها من ذوي الإعاقة قائلة " جئنا إلى أنقاض المنزل وصحنا الله أكبر وحسبي الله ونعم الوكيل وعوضنا على الله إنا لله وإنا إليه راجعون لدي بنات لم استطيع إخراج الكرسي المتحرك لهن والآن نحن بحاجة لمنزل ليأوينا وبحاجة لعلاج لهم خاصة أن العلاج غير متوفر لدي الآن وأطلب من الناس توفير العلاج لأنني لا يمكن أن أوفر لهم العلاج ومصاريفه فأصحاب الخير هم من وفروا ثمنه في شهر رمضان " .

و تضيف الحاجة نجاح قائلة " أشكي همي لله وأطلب منكم منزلا للبنات من ذوي الإعاقة فهم بحاجة لكرسي متحرك و لدورة المياه فنحن عائلة كبيرة جدا وكان منزلي ستر لنا لكن الآن نزلت علي مصيبة كبيرة ليتني مت كنت ارتحت لكن أبنائي أخرجوني من المنزل والآن لأين أتوجه ليس لي إلا وجه الله فإنا لله وإنا إليه راجعون " .

 

الحاجة نجاح نبهان بجوار ابنتها من ذوي الإعاقة

 

حتى الجيران لم يسلموا من العدوان

محمد عاشور يسكن بجوار عائلة نبهان و ينلك منزلا بسيطا انهار منزله بشكل شبه كامل وهو يملك من أمره سوا أنه يسكن بجوار عائلة من ذوي الإعاقة ترميهم طائرات الاحتلال بقذائفها و يقول " ينما كنا جالسين في البيت تم ابلاغنا من اهل الحي بضرورة اخلاء بيوتنا لانه سيتم استهداف منزل لعائلة نبهان وهو احد الجيران ومباشرة قمنا باخلاء جميع المنازل وتم قصف المنزل ما أدى الى إحداث ضرر كبير في منزلنا.

و أشار عاشور إلى أن صوت القصف كان قوي ومرعب جدا وحيث عاشت عائلته حالة من الهلع وحمد الله انه لم يكن احد في المنزل ولولا انهم اخلوا  المنزل لما نجوا بسبب الدمار الهائل الذي لحق به قائلا " فلك ان تتخيل ماذا يمكن ان يحل بنا من حجم الدمار الذي أصاب المنزل " .

 

عدي عاشور حفيد محمد عاشور يجلس في بقايا غرفته المدمرة

عدي عاشور حفيد محمد عاشور يجلس في بقايا غرفته المدمرة 

و أضاف عاشور قائلا " نتمنى السلامة لجميع المواطنين وان يعم السلام وينتهي هذا الصراع المتكرر فاليوم فقدت بيتي ولا اعلم ماذا يمكن ان افقد مستقبلا، وأتمنى ان يعيش أطفالنا كبقية أطفال العالم ويكفينا حروب " .

بين طيات الصور التي التقطتها عدسة راديو الشباب تحرم الطفولة من طفولتها و يدرس الطلبة مواد الحقوق في بقعة من هذا العالم تنتهك فيها أبسط الحقوق فحصار و حرمان و قصف و اغتيال و جريمة حرب يقف عندها الكلام فلا مجال للزيادة فالعين تبصر أكثر مما يمكن وصفه في هذا التقرير .

 

كتب الحقوق التي يدرسها الطلبة من أبناء سكان المنازل المدمرة 

الكلمات الدلالية