نشر بتاريخ: 2023/05/17 ( آخر تحديث: 2023/05/17 الساعة: 20:50 )

راديو الشباب تعيش الضفة وقطاع غزة والقدس المحتلة حالة من الترقب المشبّع بالتوتر، على وقع ما يُسمى "مسيرة الأعلام" الاستفزازية التي تُنظمها جماعات استيطانية سنوياً منذ عام 1968 احتفالاً باحتلال الشطر الشرقي من القدس في نكسة يونيو/ حزيران

موعد مسيرة الاعلام

هذه المسيرة تنطلق يوم الخميس، من غرب المدينة، لتشق طريقها عبر أبواب البلدة القديمة وصولًا إلى حائط البراق،  وستمر من أحياء القدس القديمة لتحط في ساحة البراق.  ويشارك في المسيرة الاستفزازية وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي في كيان الاحتلال وعلى رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.

وكانت منظمات "الهيكل" المزعوم وجماعات استيطانية، دعت إلى أكبر اقتحام للأقصى صباح  الخميس، وتسعى إلى تجنيد أكثر من 5 آلاف مستوطن في عملية اقتحام ساحات الحرم القدسي الشريف التي تسبق مسيرة الأعلام الاستفزازية.

وتصر حكومة الاحتلال على توجيه ما يسمى "مسيرة الأعلام" الاستيطانية وفق مخططها، من خلال المرور عبر باب العامود والبلدة القديمة، وهذا  يؤكد نواياها المبيتة للتصعيد.

إجراءات سلطات الاحتلال

تحولت مدينة القدس المحتلة، ولا سيما بلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية،عشية "مسيرة الأعلام" ، لما تشهده من استنفار إسرائيلي غير مسبوق وإجراءات عنصرية مشددة، وحالة تخنق المقدسيين وتشل حياتهم.

وحولت سلطات الاحتلال ، المدينة  وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية  دفعت سلطات الاحتلال بأكثر من 3 آلاف شرطي إلى القدس المحتلة، ونصبت الحواجز العسكرية على الطرقات الرئيسة، فيما أعلنت أنها ستغلق محاور رئيسة وتدفع بالمزيد من عناصر شرطتها إلى المدينة

شرطة الاحتلال رفعت مستوى التأهب والاستنفار في صفوف قواتها، وحولت البلدة القديمة ومنطقة باب العامود ومحيط المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية،

ترقب الفلسطينيين

وتسود أوساط الفلسطينيين حالة من الترقب الشديد وسط مخاوف من انفجار الأوضاع.

 لما ستؤول إليه الأوضاع اليوم  في مدينة القدس، خاصة أن كل الأنظار تتجه نحو المدينة، وما يمكن أن يحمله هذا اليوم من تطورات وأحداث ميدانية جراء هذه المسيرة.

ورغم التهديدات المتطرفة باقتحام الأقصى في إطار خط سير المسيرة، إلا أن قائد شرطة الاحتلال بالقدس دورون تورجمان، قال إن مسيرة الأعلام لن تمر من المسجد الاقصى، ولم تتم الموافقة على ذلك وحال حدث عكس ذلك قد يعيد التوتر والمواجهات، ويعد انتهاكا صريحا للمقدسات الإسلامية والقوانين والأعراف الدولية  من التداعيات والتبِعات الخطيرة عن هذه الاعتداءات المستمرة على الشعب الفلسطيني والمقدسات ،

دعوات للتصدي

ومع تغول المستوطنين وأنصار اليمين وعموم المتطرفين بمختلف مسمياتهم، انطلقت دعوات فلسطينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دعت إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى والتصدي للاقتحامات.

في غضون ذلك، دعت جمعيات يسارية إلى التظاهر ضد مرور "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة من القدس. فيما اعتبرت جمعية "نقف معا" التي تضم نشطاء عربًا ويهودًا، أن "مسيرة الأعلام" هي مخطط لاستفزاز سكان القدس الفلسطينيين، "يرافقه هتافات عنصرية وعنيفة".

مواقف الفصائل

فصائل العمل الوطني والإسلامي دعت أهلنا في القدس والداخل المحتل بأن يشدوا الرحال إلى المسجد الأقصى لردع الاحتلال ومخططاته.

واعتبرت أن مقاومة أهل القدس بالرباط والاشتباك مع المحتل، هو الذي يجعل الاحتلال يخاف من المواجهة  محملة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن مسيرة الأعلام الاستفزازية".

وفي قطاع غزة تنظم الفصائل والفعاليات الشعبيه فعالية العلم الفلسطيني التي ستقام علي أرض مخيم العودة "ملكه" شرق مدينة غزّة يوم غد الخميس الموافق 18/5/2023م؛ التجمع الساعة الخامسه بعد العصر أمام المدخل الغربي للمخيم والإنطلاق بمسيرة تحمل آلاف الأعلام الفلسطينيه ردا على مسيرة الاعلام.

بدوره اعتبر تيار الاصلاح في فتح أن مسؤولية إفشال هذه المسيرة و الدفاع عن القدس والمقدسات ليست مسؤولية فصيل بعينه وليست مسؤولية منطقة جغرافية بعينها، موضحا أن الدفاع عن القدس والمقدسات مسؤولية كل الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين.

ودعا في بيان صحافي، جماهير شعبنا في كل مكان إلى بدء أوسع حراكٍ شعبيٍ متزامنٍ في كل أنحاء فلسطين وخارجها، تأكيدًا على عروبة القدس وهويتها الفلسطينية، وصونًا للمقدسات الإسلامية والمسيحية، في مواجهة مخططات الضم والتهويد، وفي مواجهة الاعتداءات اليومية على القدس وأهلها.

كما دعا جماهير شعبنا في القدس تحديدًا إلى التصدي لاقتحام قطعان العنصريين للمسجد الأقصى في كل الأوقات، ومنع تدنيس الحرم الشريف، وليكن هذا التصدي استكمالًا للرباط العظيم الذي شارك فيه الشباب الفلسطيني طيلة شهر رمضان المبارك، وليعلم المستوطنون أن اقتحام الأقصى لم ولن يكون نزهةً في يومٍ من الأيام.

سيناريو التصعيد

أفادت  مصادر بأن "إسرائيل" مررت رسالة عبر الوسطاء لحركة حماس، بأنها "لو أطلقت صواريخ بسبب مسيرة الأعلام سيكون هناك رد ضدها".

وأضافت: بأن "المخاوف أن مشاهد عنف ضد الفلسطينيين خلال المسيرة ستدفع لإطلاق صواريخ"،

وفي عام 2021 نفذت الفصائل الفلسطينية في غزة تهديداتها وأطلقت رشقة من الصواريخ باتجاه القدس تزامنا مع المسيرة، عقب الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى ومحيطه، ما أدى إلى وقفها، وتلا ذلك العدوان الإسرائيلي على غزة.

لكن في هذه المرة تعوّل المؤسسة في كيان الاحتلال على امتصاص الجولة الأخيرة من العدوان على القطاع بعض الغضب الفلسطيني، وعلى صعوبة بدء دخول الفصائل في جولة جديدة من المواجهة، وبالتالي قد تستبعد احتمالات انطلاق أي قذائف صاروخية من غزة باتجاه القدس والداخل، لكنها بالمقابل، تخشى من حدوث تطورات في القدس نفسها، في حال مغالاة المستوطنين في استفزاز الفلسطينيين والاعتداء عليهم، ما قد يترك المدينة أم تصعيد جديد.

في غضون ذلك، تعتزم جهات يهودية متطرفة منها "النواة التوراتية" تنظيم احتفالات ومسيرات في البلدات الساحلية المختلطة، منها اللد والرملة، في نفس يوم "مسيرة الأعلام"، الأمر الذي قد يستفز مشاعر السكان العرب، خاصة إن رافقه تحريض وشعارات عنصرية معادية.

بهذا الصدد، نسبت صحيفة "يسرائيل هيوم"، عن مصدر في شرطة الاحتلال وصفته بالرفيع، قوله إن الشرطة تستعد لجميع الاحتمالات وإنها على "أهبة الاستعداد"، وذلك في ضوء ما حدث في "مسيرة الأعلام" عام 2021، والعدوان الذي أعقبها على قطاع غزة، وتلقي إنذارات كثيرة بشأن تنفيذ عمليات في حينه.