نشر بتاريخ: 2023/05/21 ( آخر تحديث: 2023/05/21 الساعة: 10:01 )

راديو الشباب يمر الكثيرون بمشاعر متضاربة نحو الزواج في بعض الأوقات، ويشككون أحيانا في قوة العلاقة، وذلك التقلب جزء طبيعي من تطور العلاقات العاطفية، لكن هناك مشاعر غير طبيعية تصيب بعض الزوجات مثل مخاوف وشكوك لا أساس لها. ولا يمكنهن مقاومة تلك الأفكار، ويضخمنها، ويكررن التفكير فيها، نتيجة إصابتهن باضطراب "الوسواس القهري في العلاقة".

لماذا تهاجمكِ الشكوك؟

عرفت "وحدة أبحاث الوسواس القهري" الأميركية "اضطراب الوسواس القهري في العلاقة" (Relationship OCD) بأنه نوع فرعي من اضطراب الوسواس القهري، حين ترى عقول المصابين أفكارا قهرية حول علاقتهم، سواء كانوا يشككون في حبهم للطرف الآخر، أو حبه لهم، ولا يمكنهم السيطرة على سلوكيات، مثل التجسس على الزوج، أو مقارنته بغيره، أو الغيرة المفرطة.

ولا تتعلق أعراض "الوسواس القهري في العلاقة" بالسن، أو عمر العلاقة، أو النوع، فتصيب تلك الأفكار الرجال والنساء، لكن ليس على حد سواء، فقد تتبع الباحثون تلك الأفكار، ووجدوا أنها قد تظهر قبل اتخاذ قرارات هامة، مثل الإنجاب، كما تتأثر بطبيعة العلاقة، فيزيد ظهورها في العلاقات التي تضم طرفا عاطلا، أو كان لدى أحدهما علاقات سابقة.

وعادة ما تظهر أعراض الاضطراب الحادة بين النساء، لقلقهن من احتمالية تخلي الزوج عنهن، أو إعجابه بأخرى. في حين تأتي الأعراض أقل بين الرجال، وتتمثل أفكارهم في ضيق من شكل وهيئة الزوجة، أو من تراجع رغبتها في العمل والنجاح.

ونشر موقع "المكتبة الوطنية للطب" نتائج دراسة تضيف أبعادا صحية لمعاناة النساء من الاضطراب، فدرس الباحثون العلاقة بين مراحل الدورة الشهرية والإنجابية، وبدء أو زيادة الأفكار القهرية. وأشاروا إلى أن أعراض الوسواس القهري تتطور بمعدلات أعلى من المتوقع بين الإناث، فتنتشر بمعدل 20% بين في أسبوع ما قبل الحيض، و8% أثناء الحمل، و50% بعد الولادة.

وتنوعت أفكار النساء بعد الولادة بين الخوف على الطفل، والخوف من تراجع رغبة الزوج، وتعرضهن للنبذ بسبب زيادة الوزن بعد الولادة. كما كانت النساء أكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري 1.6 مرة مقارنة بالرجال، في تحليل نشرته مجلة "الطب النفسي السريري" لـ 34 دراسة شملت أعمارا، وظروفا اجتماعية، واقتصادية مختلفة.

هل أنتِ مصابة؟

نسرد لكِ علامات قد تشير لمعاناتك من الوسواس القهري، وفقا لتقرير على موقع "عيادات كليفلاند":

  1. غالبا ما تشغل بالكِ هواجس تتمحور حول زواجكِ، وشكوك ومخاوف من زوجكِ، وتساؤلات عما إذا كنتِ فتاة أحلامه.
  2. تنشغلين بالتفكير في مشاعر زوجكِ تجاهكِ، وهل تراجع حبه بعد الإنجاب أو زيادة وزنكِ.
  3. تقارنين نفسكِ بالنساء السابقات في حياة زوجكِ، وما إذا كن أكثر نجاحا أو ذكاء أو جمالا منكِ، وربما تبحثين على حساباته على وسائل التواصل عن تلك الفترة في حياته.
  4. لا يمكنكِ التوقف عن مقارنة علاقتكِ الزوجية بعلاقات صديقاتكِ.
  5. تستعينين بأحد الأقارب أو الأصدقاء لسؤاله عن رأيه في علاقتكِ بزوجكِ.
  6. تلجئين لطرائق ملتوية لاختبار إخلاص زوجكِ لكِ.
  7. تحاولين تغيير شخصية زوجكِ لتتناسب مع أفكاركِ الوسواسية، وتتجنبي المواقف الاجتماعية التي تثير شكوككِ مثل مقابلة الأصدقاء، أو مشاهدة الأفلام الرومانسية.
  8. تعتقدين مع كل خلاف مع زوجكِ أن علاقتكما ليست مثالية، وبالتالي ستنتهي بالطلاق.

كيف تقاومين شكوككِ؟

أكدت سوزان ألبيرز، الطبيبة النفسية في مركز "ووستر" الأميركي لصحة الأسرة أن وسائل التواصل تزيد أعراض الوسواس القهري في العلاقة، فتدفع المصابات إلى التجسس على الزوج، وتثير تساؤلات قهرية، مثل: لماذا أعجب زوجي بهذا؟ وما الذي أحبه في صورة تلك الفتاة؟

لذلك نصحت ألبيرز بنوع من العلاج السلوكي يستخدمه المصابون بالوسواس القهري، ويعتمد على مقاومة الرغبة في الانخراط في السلوكيات القهرية لتجنب استثارة أفكار أسوأ.

وينصحكِ الأطباء النفسيون بكتابة يومياتكِ، ومتى تأتيكِ الأفكار، وما الذي يحفزها، أو المخاوف التي تصيبكِ، والتوصل إلى ما إذا كانت مخاوفك مبنية على وقائع أم مجرد وساوس قهرية.

كما يمكنكِ كتابة 5 أفعال إيجابية فعلها زوجكِ كل يوم، مثل: إعداد الإفطار للأطفال، أو التربيت على كتفكِ، واكتبي صفات إيجابية في زوجكِ، وقيمي إيجابيات وسلبيات العلاقة معه.

وقد نشرت مجلة "أساسيات الصحة العقلية" نتائج بحث عن طرق علاج الوسواس القهري لدى مشاركات عانين من أفكار قهرية حول احتمالية انفصال الأزواج عنهن، وكانت الضغوط التي مارسنها على أزواجهن للتصرف بما يوافق هوسهن، أحد عوامل توتر العلاقة والصراعات.

وتلقت النساء وأزواجهن جلسات استشارات زوجية. وبالفعل، انخفضت درجات الوسواس القهري المتوسطة لدى النساء، لكن فشل العلاج مع حالتين عانين من وسواس قهري شديد في العلاقة. وأشار الباحثون إلى احتمالية نجاح علاجهن بالأدوية النفسية بجانب جلسات الاستشارات الزوجية.

من جانب آخر، من المهم إشراك زوجكِ في معاناتكِ، إذا بدأت مخاوفكِ في التأثير عليه، كي لا تفاجئكِ شكوكه في العلاقة، فيحتاج الاطمئنان إلى أن شكوككِ ومخاوفكِ قهرية، ولا تعني أن علاقتكما سيئة، حتى يتمكن من مساعدتكِ واحتواء أفكاركِ السلبية.