نشر بتاريخ: 2023/05/21 ( آخر تحديث: 2023/05/21 الساعة: 10:12 )

راديو الشباب يوفر المطبخ فرصا لا حصر لها للتعبير عن إبداعك والعثور على بصمة خاصة بك، فالطبخ نشاط يجمع بين الفن والتقنية والمعرفة، بحيث تُطبَق الثقافة والتأثيرات في مهمة واحدة.

وتدخل الأحاسيس مكونا أساسيا في عملية الطبخ. وأحد الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في المطبخ هو أنه نشاط لا تتشابه فيه النتيجة أبدا، إذ يمكن لشخصين اتباع الوصفة ذاتها بالمقادير عينها، فتكون النتيجة مختلفة. وغالبا ما يُعزى ذلك إلى العنصر غير المرئي الذي يمثل جزءا من كل وصفة، وهو مزيج من أحاسيس الطاهي وإبداعه.

فإذا كنت تعانين من القلق أو مزاج سيئ، فهل الطبخ يمكن أن يساعد في زيادة سعادتك؟ تجيب مدربة التواصل والتطوير المهني والذاتي روان ملحيس قائلة: "دائما ما أحاول، بعد إحساسي بالتوتر وقلة السيطرة على بعض الأمور في حياتي، أن ألجأ إلى الخَبز بشكل خاص".

وتضيف: "أن ثمة قوة سحرية للخبز تجعلك تشعر بالقدرة على السيطرة على بعض التفاصيل من خلال خبز كعكة شهية لمدة نصف ساعة، نصف ساعة فقط لتتمكن من القيام بتجربة عملية ممتعة".

وتقول: "لقد حققت إنجازا وأنهيت مشروعا صغيرا ناجحا في نصف ساعة فقط. أليس هذا حافزا أن تقوم بمشاريع أكبر وانتصارات أكثر تأثيرا؟". وتتابع "عندما تخبز أو تطهو أكلة لذيذة تشعر أنك تستطيع أن تخلط المكونات وتضيف النكهات وتجرب أشياء جديدة لا تحتاج للاستئذان فيها من أحد".

وتؤكد "أنك تستعمل يديك للخلط والعجن والتشكيل، وهذا يُفرغ الكثير من الطاقة السلبية. كما تستطيع أن تشم رائحة البهارات الطازجة، وتتذوق ما تُعِد، فتسمح لنفسك بإضافة مكون جديد سيصنع فارقا كبيرا في اللذة، وستتخيل وجوه من تحب منتشية بما صنعت، كأنك أعطيتهم عناقا دافئا".

الطبخ والتعبير عن المشاعر

تقول المدربة ملحيس: "لكل منا لغة حب خاصة به، وإحدى أهم لغات الحب التي أعبر فيها عن مشاعري لعائلتي وصديقاتي هي الخَبز. كما لا نستطيع أن ننفي أنك تدلل نفسك عندما تطبخ أو تخبز شيئا، وتكون طريقة تقديمه جذابة ومميزة وتضعه في الطبق، فتشعر بأنك كافأت نفسك بطعم لذيذ وشكل جميل".

وتشجع على القيام بتجارب جديدة تخرج الإنسان من منطقة الراحة من خلال تجربة وصفات جديدة وطرق مبتكرة، وتعتبر أن تلك "مغامرة صغيرة تعطي شعورا بالانتعاش، وقد يلهمك هذا للانطلاق وإنجاز مهمات أكثر تعقيدا في الحياة".

وتطالب ملحيس كل من يتذوق الطعام بالشعور بالامتنان لمن يطبخ ويخبز في عائلته، وتدعو للتعبير الواضح والصريح عن التلذذ بالطعم؛ لأن النساء اللواتي يعطين الحب من خلال الطبخ والخبز لمن يحببن يسعدن بالحصول على المديح والامتنان ليشعرن بالرضا والحماسة على إنجاز المزيد.

تحضير الطبق بحب

تقول مستشارة العلاقات الزوجية مها بنورة إن إعداد وجبة ما أو طبق طعام يكون ممتعا إذا كان الأمر يندرج تحت فكرة "سأعمل شيئا أحب أكله"، بدلا من "واجبي اليوم أن أحضر طبقا لعائلتي، وأنا ملزمة به، بحسب الأعراف والتقاليد". فإذا كنت تحبين ما تقومين به ستستمتعين بتنفيذه.

وإذا كان إعداد الطعام واجبا، بحسب تعريف دور المجتمع للمرأة أو للرجل داخل المنزل، سنلاحظ ما يلي، وفق بنورة:

  • حتى لو كان الشخص يطبخ بشكل يومي، فإنه سيتوقف عن الطبخ لاحقا لأن رغبته في إعداد الطعام تفتر، وأيضا لعدم وجود ما يحفزه على القيام بهذا السلوك.
  • إذا أردت صنع السعادة، عليك أولا أن تحب ما تقوم به، وثانيا التحرر من الفكرة القائلة "ليس من شأني أن أقوم بإعداد الطعام، وهذا مضيعة للوقت".
  • قد يحسن الطبخ مزاج المرأة إذا كانت تبحث دائما عن التجديد بطرق الطهي والبحث عن وصفات جديدة صحية لإعدادها. ويمكنها الطلب من زوجها وأبنائها التعاون معها في إعداد الطعام وتمضية وقت ممتع أثناء إعداد الوجبة.
  • إذا ولدت المرأة روح التعاون مع زوجها فإنها ستشارك أفراد الأسرة أوقاتهم بعمل نشاط ممتع تنتج عنه وجبة طعام ذات مذاق مميز، بسبب وجود الألفة والمحبة أثناء صنع الوجبة.

وهنا يصبح الفرح والرضا والتقبل موجودا بين جميع أفراد الأسرة، من خلال ابتكار وجبات جديده ذات مذاق مميز، وفق المستشارة بنورة.

الطبخ مؤشر السعادة الذاتية

أظهرت دراسة في "المجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية" حول الصفات العلاجية التي يمكن أن تكون لهواية الطبخ، أن عملية الطهي تساعد الشخص على الشعور بالراحة والرفاهية والرضا عن النفس.

واكتشف الباحثون أن الطهي كان أفضل مؤشر على السعادة الذاتية، بالنسبة إلى بعض الناس، وقد يكون الوقت الذي يمضيه شخص ما في المطبخ منغمسا في الخبز والطهي هو الوصفة اللازمة لمزيد من السعادة والراحة العقلية.

وخلصت الدراسة إلى أن إمضاء الوقت في المطبخ يمكن أن يخفف من التوتر والقلق، ويعزز اليقظة الذهنية، بحسب ما نشر موقع "مايند فود" (mindfood).