نشر بتاريخ: 2023/09/10 ( آخر تحديث: 2023/09/10 الساعة: 18:27 )

راديو الشباب  

تتصاعد محاولات الاحتلال لفرض المنهاج الإسرائيلي في مدارس القدس المحتلة، في إطار الحرب المفتوحة على الوجود الفلسطيني في المدينة ومحاولات تكريس الأمر الواقع، وتغيير التراث والهوية الوطنية للشعب الفلسطيني.

ويرفض فلسطينيو القدس "أسرلة" المنهاج التعليمي ويقاومونها، بعد محاولات متكررة للسلطات الإسرائيلية لفرض منهاجها في مدارس القدس الشرقية، إما عبر المغريات المالية لحث المدارس الفلسطينية على تغيير منهاجها إلى الإسرائيلي، أو عبر التدخل في مضامين المنهاج الفلسطيني من خلال الحذف والتشويه.

ويتضح أسرلة المنهاج الفلسطيني في القدس في عدة نواحي:

أولًا "شطب الأونوروا وإيقاف الدعم المالي لها الذي يسبب عجزمالي عندها فلا تستطيع دفع رواتب المعلمين فبالتالي يستقيل المعلمين منها ويذهبون لمدارس اخرى تابعة للاحتلال في شعفاط وصورباهر وسلوان وواد الجوز.

ثانيًا عدم اعتراف الجامعات الإسرائيلية بشهادة الثانوية العامة لدارسي المنهاج الفلسطيني إلا بعد اجتياز الطالب امتحان " بسيخو ميتري".

ومن جهة أخرى دفع الطلبة إلى ترك الدراسة  بعد الصف العاشر تقريبًا والتوجه إلى العمل من خلال دمجهم مع المجتمع اليهودي الذي يسهل عليهم طريق الضلالة وممارسة الرذيلة وشرب مخدرات.

فاستهدف الإحتلال المدارس الضعيفة أكاديميًا بدفع طلابها إلى دراسة المنهاج الإسرائيلي.

ويتضح محاربة الإحتلال إلى المنهاج الفلسطيني بتركيزه على مادة الوطنية والتربية الإسلامية والتاريخ واللغة العربية وبمسح بعض العبارات التي لا تتماشى مع الرواية الصهيونية بهدف تزوير الوعي والتاريخ الفلسطيني، وبهذا تتحقق أهداف الاحتلال بدمج السكان العرب مع المجتمع.

وتحارب سلطات الاحتلال  المدارس التي تدرس المنهاج الفلسطيني بمنعها من بناء صفوف جديدة وعدم توحيد العطل الدراسية مع المدارس التي تعلم المنهاج الإسرائيلي الأمر الذي خلق إنفصام عند الطلبة خلص حالة شعورية بإهمال الدراسة وعدم الإلتزام،والسلطة الوطنية لا تبدي أي اهتمام بتطوير المدارس العربية بالقدس ، وهذا ما فتح الباب أمام المعلمين بالهجرة العكسية من المدراس التي تعلم المنهاج الفلسطيني إلى المدراس التي تعلم المنهاج الإسرائيلي.

بدورها أوضحت ديمة السمان مدير عام شؤون القدس في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أن كيان الاحتلال منذ احتلالها القدس عام 1967 تحاول بسط سيطرتها الكاملة على المؤسسات التعليمية وفرض أجندتها عليها كونها القطاع الأكبر والأكثر أهمية “لكن محاولاتها قوبلت برفض مقدسي في ذلك الحين”.

وقالت في تصريحات لها إن “(إسرائيل) لم تيأس في مساعيها وتحاول منذ احتلالها القدس نسف الهوية الفلسطينية وبدأت تستهدف المدارس بالتدريج وتعمل على محو الذاكرة وتقديم الرواية المزورة لخدمة أهدافها الاحتلالية”.

وأشارت إلى أن وزارة التربية والتعليم “أطلقت شعار (سيادية التعليم في القدس للعام الدراسي 2023) لمساندة المدارس أمام تلك الهجمات الشرسة” لافتة إلى وجود قرار بإنشاء صندوق خاص لدعم التعليم في المدينة المقدسة.

وتشهدت مدينة القدس في الأيام الاخيرة العديد من الفعاليات والخطوات التصعيدية؛ التي دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات محلية رفضاً لمساعي الاحتلال لـ”أسرلة” المناهج وتزوير التاريخ.

وعمّ الإضراب الشامل أغلب مدارس القدس في رسالة أولية عبّرت عن الرفض المقدسي لسياسات الاحتلال ضد المناهج والمدارس.

وأكد معروف الرفاعي مستشار محافظ مدينه القدس أن الفعاليات المتصاعدة في المدينة تهدف إلى عودة المنهاج الفلسطيني للصدارة وتدريسه بالمدارس المقدسية كحق كفلته الشرائع والمواثيق الدولية كافة.

وشدد في تصريحاته أن الإضراب الشامل كان ناجحاَ بامتياز ويبنى عليه في أي خطوات قادمة مؤكداً أن “المقدسيين موحدون مرة أخرى في مواجهة الصلف الاحتلالي الهادف إلى تغيير الهوية الإسلامية والعربية والوطنية على المناهج وتشويهها من خلال فرض مناهج إسرائيلية تزور التاريخ وتشوهه كليًّا”.

وطالب الرفاعي بحراك داعم للمقدسيين سواء خارج مدينة القدس المحتلة أو مناطق الضفة الغربية.

بدوره؛ قال عضو اللجنة المركزية لمدارس الطور مفيد أبو غنام إن المؤسسات المقدسية كافة ;ترفض خطط الاحتلال الرامية إلى “أسرلة” الفكر والعقيدة والمبادئ لدى الأجيال الناشئة في المدارس.

وأضاف في أن ما يحصل في مدينة القدس “يستوجب موقفاً مقدسيًّا موحداً من المؤسسات التعليمية وغير التعليمية كافة؛ من أجل لجم سياسة الاحتلال وإفشال كل المحاولات الرامية إلى حرف بوصلة الانتماء عن وجهتها الحقيقية”.

ولفت غنام إلى أن ممارسات الاحتلال تأتي استكمالاً لخطوات تهويد المدينة المقدسة والتي تصاعدت في الآونة الأخيرة .

وأشار إلى أن الالتزام الكبير بالإضراب الذي دعت إليه مؤسسات مدينة القدس قبل يومين تعبير عن مدى الوعي والحب لمدينة القدس والرغبة ; الكبيرة لدى الأهالي في وضع حدٍّ للتدخل الإسرائيلي السافر بالمنهاج الفلسطيني ومحاولة ابتزاز بعض المؤسسات وثنيها عن ; استمرار رسالتها الوطنية.