ميزانية الطالب اليهودي بالمرحلة الثانوية ضعف العربي
نشر بتاريخ: 2021/10/13 ( آخر تحديث: 2024/04/16 الساعة: 11:44 )

 

أشارت معطيات نشرتها وزارة التربية والتعليم "الإسرائيلية"، في أيار/مايو الماضي، إلى أن الميزانية التي يحصل عليها طالب يهودي في المدارس الابتدائية في البلدات الضعيفة، أعلى بحوالي 16% من الميزانية التي يحصل عليها الطالب العربي من خلفية اجتماعية – اقتصادية متدنية. ويحصل الطالب اليهودي في المدرسة الإعدادية على ميزانية أعلى بـ19% من تلك التي يحصل عليها الطالب العربي من خلفية ضعيفة.

ورصدت وزارة التربية والتعليم 6 مليارات شيكل، خلال خمس سنوات، للمدارس ذات الخلفية الاجتماعية – الاقتصادية الضعيفة، في محاولة لتقليص الفجوات في جهاز التعليم. وتزعم الوزارة أن معدل الميزانية للطالب العربي في المدارس الابتدائية والإعدادية باتت أعلى من تلك التي يحصل عليها الطالب اليهودي.

غير أن هذه معطيات مضللة، إذ أن معظم الطلاب العرب يحصلون على ميزانيات أخرى، لأن غالبيتهم العظمى في المستويات الاجتماعية – الاقتصادية الأكثر تدنيا. بينما أقلية بين الطلاب اليهود الذين يحصلون على ميزانيات كهذه. لكن لدى المقارنة بين الميزانية التي يحصل عليها الطالب العربي واليهودي من الخلفية الاجتماعية – الاقتصادية نفسها، تتكشف الصورة الحقيقية للتمييز الصارخ في هذه الميزانيات.

ووفقا لمعطيات الوزارة للعام 2015، كان الطالب اليهودي يتلقى ميزانية أعلى بـ28% من الطالب العربي، وبعد ذلك بخمس سنوات تقلصت الفجوة إلى 16%. وفي السنوات الأخيرة توقفت الفجوة عن التقلص.

رغم ذلك، فإن الفجوة تزيد عن 16%، لأن هذه المقارنة بين ميزانية الطالب اليهودي والطالب العربي تستند إلى الميزانية التي تُحوّل على وزارة التربية والتعليم، ولا تشمل الفجوات في دفعات ذوي الطلاب والميزانيات التي ترصدها السلطات المحلية للطالب وهي أعلى لدى اليهود، ولذلك فإن الفجوة أكبر بكثير.

إلا أن المشكلة تتفاقم والتمييز بين الطالب اليهودي والعربي يتصاعد في الفجوة الهائلة بين الطالب اليهودي والطالب العربي في المدارس الثانوية. ويحصل الطالب اليهودي في المرحلة الثانوية على ميزانية أعلى بـ50% من تلك التي يحصل عليها الطالب العربي في المرحلة نفسها. ولم يتم تقليص هذه الفجوة، ولم تفعل وزارة التربية والتعليم أي شيء من أجل تحسين المدارس الثانوية العربية، الأمر الذي أدى إلى تدهور كبير في وضع هذه المدارس.

ونتيجة هذا الإهمال الإجرامي للمدارس الثانوية العربية، اتسعت الفجوات بين المدارس اليهودية والعربية، ما أدى إلى اتساع كبير في الفجوات من ناحية التحصيل العلمي، وأوصلت المدارس العربية إلى الحضيض.

وتشير المعطيات إلى أن امتحانات "مؤشرات النجاعة والنمو المدرسية" ("ميتساف") للصف الخامس أظهرت حدوث تقليص في الفجوات بين الطلاب اليهود والعرب، في الأعوام 2008 – 2017، لكن الفجوات في هذه الامتحانات للصف الثامن لم تتغير أبدا تقريبا، بينما الفجوات في امتحانات "بيزا" للصف العاشر تتعمق أكثر. فنسبة الطلاب العرب الذين يواجهون مصاعب في امتحانات "بيزا" هي 53%، بينما هذه النسبة تتراجع إلى 12% لدى الطلاب اليهود.

وأشار تحليل أجرته دائرة المحاسبة العامة في وزارة المالية، في شباط/فبراير الماضي، إلى الفجوة بين النجاح النسبي في تقليص الفجوات في المدارس الابتدائية والفشل في تقليص الفجوات في المدارس الثانوية. وتبين أن الفجوة بين طالب عربي وطالب يهودي حصلا على علامة مشابهة في امتحانات "ميتساف" للصف الثامن، تتسع بشكل كبير في المراحل اللاحقة وحتى امتحانات البجروت، وتراجع احتمالات الطلاب العرب بالحصول على شهادة بجروت، وخاصة شهادة بجروت بعلامات عالية.

وتكمن الفجوة الأكبر في احتمالات تقدم الطالب العربي لامتحان البجروت باللغة الانجليزية بمستوى 5 وحدات، حيث تتراجع احتمالات الطالب العربي إلى نصف احتمالات الطالب اليهودي، وذلك في حال حصولهما على علامة مشابهة في امتحانات "ميتساف".

ووجد البحث الذي أجري في دائرة المحاسبة العامة أن نسبة الشبان العرب الذين نجحوا بالحصول على لقب جامعي أول هو 7.6% في العام 2000، مقابل 25% لدى الشبان اليهود، وارتفعت النسبة لدى الشبان العرب إلى 9.7% في العام 2018، وإلى 45% لدى الشبان اليهود.